العَزِيزُ (١٩) مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ (٢٠) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢١) تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ (٢٢) ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ
فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (٢٣) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٢٤) وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (٢٥) وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا... وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (٢٦) }.
عن ابن عباس: قوله: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ﴾ إلى: ﴿وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ﴾، قال: يقول: من كان إنما يعمل للدنيا نؤته منها. وقال ابن زيد: الحرث: العمل، من عمل للآخرة أعطاه الله، ومن عمل للدنيا أعطاه الله. قال في جامع البيان: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء﴾ بل لهم آلهة وهم الشياطين، والهمزة للتحقيق والتثبيت. ﴿شَرَعُوا﴾ أظهروا لهم ﴿مِّنَ الدِّينِ﴾ غير دين الإسلام، ﴿مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ﴾ وهذا إضراب عن قوله: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ﴾ إلى آخره، ﴿وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ﴾ القضاء السابق بتأجيل العذاب إلى القيامة، ﴿لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ﴾ بين المؤمنين والكافرين في الدنيا. وعن ابن عباس قوله ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ قال: كان لرسول الله - ﷺ - قرابة في جميع قريش، فلما كذبوه وأبوا أن يتابعوه قال: «يا قوم إذا أبيتم أن تتابعوني فاحفظوا قرابتي فيكم، لا يكن غيركم من