البغوي: أي: نصيبًا وبعضًا، وهو قولهم: الملائكة بنات الله؛ ومعنى الجعل: ها هنا الحكم بالشيء، والقول كما تقول: جعلت زيدًا أفضل الناس. ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ﴾، يعني: الكافر، ﴿لَكَفُورٌ﴾ جحود لنعم الله ﴿مُّبِينٌ﴾ ظاهر الكفران. ﴿أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ﴾ هذا استفهام توبيخ وإنكار، يقول: اتخذ ربكم لنفسه البنات وأصفاكم بالبنين؟ كقوله: ﴿أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثاً﴾. ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً﴾ أي: بما جعل لله بشرًا، وذلك أن ولد كل شيء يشبهه يعني: إذا بشر أحدهم بالبنات - كما ذكر في سورة النحل -: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ﴾ من الغيظ والحزن. ﴿أَوَمَن يُنَشَّأُ﴾، أي: يربى ﴿فِي الْحِلْيَةِ﴾ في الزينة -، يعني: النساء - ﴿وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ للحجة من ضعفهن ومتعهن. قال قتادة: قلما تتكلم امرأة تريد أن تتكلم بحجتها، إلا تكلمت بالحجة عليها؛ مجازه: أو من ينشؤ في الحلية يجعلونه بنات الله؟.
﴿وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ﴾، أي: أحضروا خلقهم حين خلقوا ﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ﴾ على الملائكة أنهم بنات الله، ﴿وَيُسْأَلُونَ﴾ عنها. ﴿وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم﴾، يعنى: الملائكة، ﴿مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ * أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِّن قَبْلِهِ﴾، أي: من قبل القرآن بأن يعبدوا غير الله، ﴿فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ﴾، ﴿بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ﴾ على دين وملة، ﴿وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ﴾ جعلوا أنفسهم بإتباع آبائهم مهتدون ﴿وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا﴾ أغنياؤها ورؤساؤها، ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ﴾ بهم {قَالَ أَوَلَوْ