قوله عز وجل: ﴿إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (٢) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (٣) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (٤) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (٥) يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ (٦) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً (٨) وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (٩) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ (١٠) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً (١١) وَيَصْلَى سَعِيراً (١٢) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (١٣) إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ (١٤) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً (١٥) ﴾.
عن أبي رافع قال: (صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ: ﴿إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ﴾ فسجد فقلت له، فقال: سجدت خلف أبي القاسم - ﷺ - فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه). متفق عليه.
قال البغوي: ﴿إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ﴾ انشقاقها من علامات القيامة
﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا﴾ أي: سمعت أمر ربها بالانشقاق وأطاعته، من الإذن: وهو الاستماع ﴿وَحُقَّتْ﴾ أي: وحق لها أن تطيع ربها ﴿وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ﴾ مد الأديم وزيد في سعتها، ﴿وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ﴾ قال مجاهد: أخرجت ما فيها من الموتى؛ وقال قتادة: أخرجت أثقالها وما فيها، ﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾.
﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ﴾، وقال قتادة: إن كدحك يا ابن آدم لضعيف، فمن استطاع أن يكون كدحه في طاعة الله فليفعل، ولا قوة إلا بالله. وقال ابن زيد: ﴿كَدْحاً﴾ : العمل
{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ


الصفحة التالية
Icon