فيها، فيكون تعظيمًا للمقسم به. وقال ابن القيم: (وعلى كل حال فهي جملة اعتراض في أثناء القسم، موقعها من أحسن موقع وألطفه فهذا القسم متضمن لتعظيم نبيه ورسوله).... ﴿وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ﴾، قال مجاهد: الولد آدم ﴿وَمَا وَلَدَ﴾ ولده.
﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ قال ابن عباس: يقول: في نصب. وقال قتادة: لا يلقى ابن آدم إلا مكابد أمر الدنيا والآخرة. وعن ابن عباس قال: يعني: حمله وولادته، ورضاعه وفصاله، ونبت أسنانه وحياته ومعاشه، كل ذلك شدة؛ قال ابن القيم: (ولا راحة له إلا في الجنة). ﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ﴾، قال قتادة: ابن آدم يظن أن لن يسأل عن هذا المال: من أين اكتسبه؟ وأين أنفقه؟ ﴿يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً﴾ أي: كثيرًا. ﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ﴾ ؟ قال: نعمٌ من الله متظاهرة يقررك
بها كيما تشكره، ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ قال مجاهد: سبيل الخير والشر.
قوله عز وجل: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ (١٥) أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ (١٦) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (١٧) أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (١٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (١٩) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ (٢٠) ﴾.
عن قتادة: قوله: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ﴾ إنها قحمة شديدة فاقتحموها بطاعة الله ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ ذكر لنا أن نبي الله - ﷺ - سئل عن الرقاب أيها أعظم أجرًا؟ قال: «أكثرها ثمنًا». قال قتادة: ثم أخبر عن اقتحامها فقال: {فَكُّ رَقَبَةٍ *