«لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج عيسى ابن مريم، والدجال، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس، تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا». وهذا الحديث لا ينافي وقوع الدخان بكفار قريش، فذلك قد وقع، وهذا منتظر.
وقوله تعالى: ﴿أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى﴾ قال البغوي: من أين لهم التذكير والاتعاظ؟ يقول: كيف يتذكرون ويتعظون؟ ﴿وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ﴾ طاهر الصدق، يعني: محمدًا - ﷺ - ﴿ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ﴾، أعرضوا عنه ﴿وَقَالُوا مُعَلَّمٌ﴾ أي: يعلمه بشر ﴿مَّجْنُونٌ﴾، قال الله تعالى: ﴿إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ﴾ أي: عذاب الجوع ﴿قَلِيلاً﴾، أي: زمانًا يسيرًا، قال مقاتل: إلى يوم بدر ﴿إِنَّكُمْ عَائِدُونَ﴾ إلى كفركم ﴿يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى﴾ وهو يوم بدر ﴿إِنَّا مُنتَقِمُونَ﴾، وهذا قول ابن مسعود وأكثر العلماء. وقال الحسن: يوم القيامة. قال ابن
كثير: والظاهر أن ذلك يوم القيامة، وإن كان يوم بدر يوم بطشته أيضًا.
قوله عز وجل: {وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (١٧) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٨) وَأَنْ لَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (١٩) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ (٢٠) وَإِنْ لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (٢١) فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ (٢٢) فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم