مُّتَّبَعُونَ (٢٣) وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ (٢٤) كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٢٥) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (٢٦) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (٢٧) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ (٢٨) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ (٢٩) وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (٣٠) مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ الْمُسْرِفِينَ (٣١) وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (٣٢) وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاء مُّبِينٌ (٣٣) }.
عن قتادة: قوله: ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ﴾، يعني: موسى عليه السلام، ﴿أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ﴾، قال مجاهد: أرسلوا معي بني إسرائيل، ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾، قال البغوي: على الوحي، ﴿وَأَنْ لَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ﴾ لا تتجبروا عليه بترك طاعته ﴿إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾ ببرهان بين على صدق قولي؛ فلما قال ذلك توعدوه بالقتل فقال: ﴿وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن
تَرْجُمُونِ﴾
أن تقتلون ﴿وَإِنْ لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ﴾ فاتركون لا معي ولا علي. وقال ابن عباس: فاعتزلوا أذاي باليد واللسان، فلم يؤمنوا، ﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ﴾ فأجابه الله وأمره أن يسري فقال: ﴿فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً﴾ أي: ببني إسرائيل، ﴿إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ﴾ يتبعكم فرعون وقومه، ﴿وَاتْرُكْ الْبَحْرَ﴾ إذا قطعته أنت وأصحابك ﴿رَهْواً﴾ ساكنًا على حالته وهيئته. قال قتادة: لما قطع موسى البحر عطف ليضرب البحر بعصاه ليلتئم، وخاف أن يتبعه فرعون وجنوده، فقيل له: اترك البحر رهواً كما هو إنهم جند مغرقون.
ثم ذكر ما تركوا بمصر فقال: ﴿كَمْ تَرَكُوا﴾ يعني: بعد الغرق... ﴿مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ﴾ مجلس شريف. قال قتادة: الكريم: الحسن، ﴿وَنَعْمَةٍ﴾ متعة وعيش لين ﴿كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ﴾ ناعمين. وفاكهين: أشرين بطرين، ﴿كَذَلِكَ﴾،


الصفحة التالية
Icon