بِالصَّبْرِ} قال قتادة: الحقّ كتاب الله، والصبر طاعة الله. وقال ابن القيّم: (ولمّا كان الإِنسان له قوّتان: قوة العلم، وقوة العمل؛ وله حالتان: حالة يأتمر فيها بأمر غيره، وحالة يأمر فيها غيره، استثنى سبحانه من كمّل قوته العلمية بالإِيمان، وقوته العملية بالعمل الصالح، وانقاد لأمر غيره له بذلك، وأمر غيره به، من الإِنسان الذي هو في خسر؛ فإن العبد له حالتان: حالة كمال في نفسه، وحال تكميل لغيره، وكماله وتكميله موقوف على أمرين: علم بالحقّ، وصبر عليه؛
فتضمَّنت الآية جميع مراتب الكمال الإِنسانيّ من العلم النافع، والعمل الصالح، والإِحسان إلى نفسه بذلك، وإلى أخيه به، وانقياده، وقبوله لمن يأمره بذلك).
* * *


الصفحة التالية
Icon