لكن ذلك اختلف في موضعين جاء في أولهما: أبو الحسين محمد بن القاسم الفارسي قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر، وجاء في ثانيهما: محمد بن القاسم قال: حدثنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي...(١) والله أعلم.
المطلب الرابع: تلاميذه:
وقفت له على ثلاثة تلاميذ وهم:
الأول: الأندرابي: وهو كما ترجمه صاحب المنتخب: أحمد بن أبي عمر المقرئ، المعروف بالزاهد الأندرابي، من أصحاب أبي عبد الله بهيّ المنظر، مشهور، ثقة، زاهد عابد، عالم بالقراءات، له التصانيف الحسنة في علم القراءات، أقام بنيسابور سنين، رأيت سماعه في ((صحيح مسلم)) وغيره، توفي يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة سبعين وأربعمائة، وصلى عليه أبو بكر بن حامد، ودفن في مقبرة معمر.(٢) اهـ
هذه أوسع ترجمة وجدتها له، وحسب علمي القاصر لا يوجد إلاَّ هي وترجمة ابن الجزري له(٣)، وهي ترجمة تزيد عما هنا بذكر كنيته وهي ((أبو عبد الله)) ونسبته وهي ((الخراساني)) بدل الأندرابي، وذكرَ شيوخه في القراءات واسم مؤلفه فيها وهو ((الإيضاح في القراءات العشر واختيار أبي عبيد وأبي حاتم)) لكن ليس فيها تحديد سن وفاته، بل قال ابن الجزري: ((مات بعد الخمسمائة)) وهو مرجوح بما ذكر صاحب ((المنتخب)) للمعاصرة.
تنبيه مهم:
معلومٌ بالاستقراء أن الإمام ابن الجزري رحمه الله في كتابه ((غاية النهاية)) قد ذكر تراجم كثيرة تعد بالعشرات، مكتفياً بذكر اسم صاحب الترجمة واسم شيخه وتلميذه ولا يذكر سوى ذلك لا التاريخ ولا المؤلفات.
وهذا المنهج الذي سلكه ابن الجزري سببه واضحٌ جداً وهو أنَّ هذه التراجم عنده إنما هي مأخوذة من كتب القراءات وليست من كتب التراجم.
بعد هذا أقول:

(١) - الإيضاح في القراءات: ٢٤/ب.
(٢) - المنتخب من السياق: ١١٨.
(٣) - انظر: غاية النهاية: ١/٩٣.


الصفحة التالية
Icon