إنَّ مؤلف كتاب ((المباني)) الشيخ حامد بن أحمد ليس له ذكر في ((غاية النهاية)) إلا في موضعين.
الموضع الأول: محل ترجمته وذكر قبل قليل.
الموضع الثاني: في ترجمة شيخه ابن الهيصم، ونصّها: محمد بن الهيصم أبو عبد الله، إمام مقرئ، اعتمد عليه أحمد بن عمر صاحب ((الإيضاح)) وروى عن حامد بن أحمد عنه فوائد في كتابه.(١) اهـ
وفي هاتين الترجمتين وقفات:
الأولى: جعل ابن الجزري ابن الهيصم من أئمة القراءة والإقراء.
الثانية: رواية صاحب ((الإيضاح)) عن حامد عن ابن الهيصم.
أمَّا الملحوظة على الوقفة الأولى: فابن الهيصم -كما تقدم في ترجمته- إمام لكن ليس في القراءة، بل هو إمام في علم الكلام(٢).
وأمَّا الملحوظة على الفقرة الثانية فهي: إن كلام ابن الجزري يُفهم منه أنَّ صاحب ((الإيضاح)) روى عن حامد عن ابن الهيصم في القراءات، وذلك ليس كذلك، فإنِّي تصفَّحت، بل قرأت كل الكتاب وليس فيه رواية واحدة لأي راوي من الرواة العشرين عن القراء العشرة، بمعنى أنَّ صاحب ((الإيضاح)) لم يذكر في ((أسانيده للقراءات)) أي رواية عن حامد بن أحمد، وهذا يعني أنَّ كلاًّ من حامد وشيخه ابن الهيصم ليس من أهل القراءات المذكورين في كتاب ((الإيضاح في القراءات)) للأندرابي.
نعم لهما ذكر كثير -كما قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله- لكن في أبواب أخرى غير أبواب الأسانيد والقراءات، مثل حديث الأحرف السبعة، كما سنذكر بعد قليل.
(٢) - انظر: شرح نهج البلاغة: ٣/٢٢٩.