أيعقل أن يظلّ هذا الكتاب ومكانته هذه عند الباحثين والدارسين ((مجهول المؤلِّف))؟
فجعلت نصب عيني محاولة الإجابة عن هذا السؤال، حتى ولو طال الزمن، ثمّ اشتغلت ببحثي للدكتوراه، ولزم الأمر الرجوع إلى الكتاب مرات ومرات، والاستثقالُ من العبارة إيّاها هو هو بل يزيد.
ثم بدأت مرحلةً جديدةً وهي مرحلة ((بحوث ما بعد الدكتوراه)) وكثر معها استصحاب الكتاب حتى قرّرت أن أبدأ بالبحث عن هذا ((المؤلِّف المجهول)) وأفرده ببحث خاص، وأُفرّغ له وقتاً لا أشرك فيه غيره من البحوث، فانشرح صدري لذلك، وعاودت قراءة الكتاب من بدايته قراءةً متأنيةً أسجّل فيها ((الملحوظات)) الدقيقة والتي ستكون هي بداية الطريق لمعرفة هذا المؤلف المجهول، أو لنقل حلّ هذا اللغز الغامض الذي دام أكثر من خمسين سنةً.
وإنِّي أسجِّل هنا معترفاً بفضل الله تعالى عليّ أنِّي لم أستمرّ أكثر من ثلاثة أشهر حتَّى وفقني الله تعالى لمعرفة هذا ((المؤلِّف المجهول)) وهداني إلى مصدر آخر فيه التصريح باسمه، وفيه بعض النصوص المنقولة عنه حرفياً.
ولما تمّ ذلك بعون الله وتوفيقه كتبت هذا البحث وسَميته:
((كتاب المباني لنظم المعاني لمْ يَعُدْ مجهول المؤلِّف))
فأصبح بإمكاني وغيري ممن يرجعون في أبحاثهم إلى هذا الكتاب أن ينسبوه لصاحبه ومؤلِّفه، راجياً أن أكون قد قدمت لطلاب العلم فائدةً مهمةً.
وقد بنيت البحث على مقدمة وتميهد ومبحثين وخاتمة.
المقدمة: وذكرت فيها أهميّة البحث وأسباب اختياره.
التمهيد: وهو مدخل للبحث، وجعلته مطلبين:
المطلب الأوَّل: تعريفٌ بالكتاب وطبعته.
المطلب الثاني: تصحيح وبيان.
المبحث الأوَّل: التعريف بمؤلِّف الكتاب، وفيه مطالب:
المطلب الأول: اسمه وكنيته ولقبه.
المطلب الثاني: عقيدته.
المطلب الثالث: شيوخه.
المطلب الرابع: تلاميذه.
المطلب الخامس: مؤلفاته.
المطلب السادس: وفاته.
المبحث الثاني: أدلة توثيق اسم المؤلِّف.