الخاتمة: ذكرت فيها أهم نتائج البحث والتوصيات.
وقبل أن أنهي هذه المقدمة أقول هذه الكلمة القصيرة وهي: أنَّ القارئ لهذا البحث سيفاجؤ إذا ما عرف أنِّي رجّحت أنَّ صاحب الكتاب كان ((كرَّامِيَّ)) المعتقد -للأسف- بأدلّةٍ ذكرتها في محلِّها من البحث، مما أوقعني في بداية الأمر إلى رفع القلم وعدم المضي في البحث، ولكن تداركت أنَّ من المهم ومن الأمانة العلمية أن يُعرَف صاحب الكتاب بغض النظر عن عقيدته ومذهبه، تاركاً ما يتعلّق بذلك لباحثين آخرين أدرى وأقوى مني في هذا المجال.
والله تعالى أعلم
التمهيد: مدخل للبحث
المطلب الأوَّل: تعريف بالكتاب وطبعته:
كتاب: ((المباني لنظم المعاني)) تولت نشره مكتبة الخانجي سنة: ١٩٥٤م أي قبل (٥١) إحدى وخمسين سنة تقريباً، ونشر معه في نفس المجلد ((مقدمة تفسير ابن عطية رحمه الله)).
وهاتان الرسالتان، أعني ((كتاب المباني)) و ((مقدمة تفسير ابن عطية)) قام بتحقيقهما لأوَل مرةٍ المستشرق الأسترالي آرثر جيفري(١)، ثم قام الأستاذ: عبد الله إسماعيل الصاوي بتصحيح الطبعة الثانية ((وقوّم نصها وألحق بها استدراكات وتصويبات للطبعة الأولى)).
هذا وقد كتب كل من ((الصاوي)) و((جيفري)) مقدمةً لا يحق لأي باحث التقليل منهما؛ نظراً لظروف ذلك الزمن، وهذا الزمن، بل الإنصاف -والله يحب الإنصاف- الاعترافُ بسبقهما -وخاصة جيفري- وتقدير ما تحمّلا من عناء البحث حتى وصلتنا هاتان الرسالتان.
وقد ذكر جيفري في مقدمة تحقيقه ((مقدمةً)) عرّف فيها بالنسخ الخطية للكتابين، ومدى المتاعب التي عاشها، والأسباب التي جعلته يحقق هاتين الرسالتين، ويمكن تلخيص هذه المقدّمة في النقاط الآتية: