وهذا من أقوى الأدلّة -عندي مع قلة المصادر- التي تشير إلى كرّامية مؤلِّف ((المباني لنظم المعاني)) مع أنَّ شيخ الكرّاميّة ليس له ذكر في الكتاب إلاّ في موضع واحدٍ، إلاّ أنَّ هذا الموضع جاء بأسلوبٍ لا يدع مجالاً لقارئ إلاّ أن يتيقّن أنَّ المؤلِّف ((كرّاميّ)) أو على أقلّ تقديرٍ ((محبٌّ للكرامية)) وجاء النص كالتالي: ((وعن الإمام الهادي أبي عبد الله محمد بن كرام رضي الله عنه... وإنما ذكر الإمام الهادي رضي الله... وهي التي ذكرها الإمام الهادي رضي الله عنه...))(١).
وانظر أخي الكريم إلى هذه الألقاب ((الإمام)) ((الهادي)) مع عبارة ((رضي الله عنه)) وما يوحيه كل ذلك من معاني تشير إلى ((عقيدة)) قائلها عفا الله عنا وعنه وعن جميع المسلمين.
الجانب الثاني: من خارج كتابه، وبالتحديد من كتاب: ((المنتخب من السياق)) حيث ذكر الصريفيني أن حامداً هو ((من أصحاب أبي عبد الله)) وأنه ((صحب المهدي بن محمد من كبار أصحابهم)).
وهنا وقفتان:
الأولى: من هو أبو عبد الله هذا؟
الثانية: من هو المهدي بن محمد هذا؟
أما الأولى: فأبو عبد الله هنا هو: محمد بن كرَّام، شيخ الكرّاميّة، والدليل عندي على ذلك، استخدام الصريفيني هذه العبارة لأناس كثيرين ثبت أنهم ((كرّاميّون)) من ذلك ما ذكره في ترجمته لمحمد بن إسحاق بن محمشاذ، أبي بكر الواعظ، قال: زعيم أصحاب أبي عبد الله ورئيسهم... وظهرت به دولة الكرّاميّة واعتمده الأمير محمود(٢).
(٢) - المنتخب لكتاب السياق: ٢٢.