... قلت : ظهر لي بفضل الله الجليل، ما لعله يروي الغليل، ويشفي العليل، وهو أنّ تشابه المخرجين، وإن كانا بعيدين سبب لتشابه لفظي الحرفين، فإن مخرج الظاء من طرف اللسان، وأطراف الأسنان، ومخرج الضاد من حافة اللسان، وما يليه من الأضراس، التي هي من جنس الأسنان، ولا يخفى أن بين طرف اللسان وحافته مشابهة، من حيث أنّ كلاً منهما نهاية مساحة جرم اللسان، فالطرف نهايته من حيث مقدم الفم، والحافة نهايته من جهة يسار الفم، أو يمينه، فمخرج كل من الظاء والضاد نهاية اللسان، وبعض الأسنان، فلا جرم تشابه منهما اللفظان ولعل هذا ـ والله سبحانه أعلم ـ هو السبب في اشتراكهما في تلك الصفات المذكورة.
الثاني : أنه قد يتشبث مخالفنا فيما قلناه بما عن الخليل نقلناه من كونها شجرية، وقد ذكره العلامة ابن الجزري في النشر، ونصّ عبارته : وقال الخليل أنها أيضا شجرية، يعني من مخرج الثلاث قبلها، والشجر عنده مفرج الفم، أي مفتحه، وقال الخليل : هو مجمع اللحيين عند العنقفة، فلذلك لم / تكن الضاد منه.... ١٤ب