مخرجها، وبينهما نوع فرق، ودونه من ينطق بها ظاء خالصة، ومن يشمها الزاي، ومن يجعلها لاما مفخمة، وكذا من ينطق بالضاد طائية، فهو من أسفل المراتب النطقية بالنسبة إلى من سبق ذكره، أعني من ينطق بها من مخرجها المنصوص، مع تحصيل وصفها المخصوص، فإنه بدّل حرفا بحرف غير موافق له في المخرج، وغير مشتبه به شديد اشتباه، كما لا يخفى على العارف بصفاتها، والقول بصحة صلاة القارئ بها ليس أولى من القول بصحة صلاة مَن / ينطق بها مشوبة بالظاء ؛ لأن كثيرا ١٦ب ممن قال من العلماء بصحة صلاة مبدِّلها علله بالاشتباه بينها وبين حرف من الحروف كالظاء المعجمة، فلا شك في صحة صلاته بالإجماع، وهو الذي أقول به وأفعله، ولا ينبغي أن يُظنّ بي خلاف ذلك.
... وحيث انجرّ الكلام إلى ذكر الأحكام فلنذكر نبذة لطيفة من أقوال الفقهاء في صلاة مَن يُبدِّل هذا على مذهب إمامنا الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه، وبوّأه أعلى المنازل الشريفة، فنقول : ذكر في فتاوى قاضي خان من قرّأَ المغضوب بالظاء، أو بالذال تفسد صلاته، ولو قرأ الضالين بالظاء، أو بالذال لا تفسد صلاته وبالدال تفسد، انتهى.


الصفحة التالية
Icon