إن إيقاع (ون) يتواتر ٧ مرات وإيقاعات (ين، يم، وم)، تتواتر ١٠ مرات. وبرؤية كشفية مبنية على قراءة واعية نعتمد فيها على المقارنة، نكتشف الانسجام العجيب والمذهل بين الإيقاع المرافق لآيات (ب)، (ج)، والمضمون الذي يجسدانه والغريب، حتى بالأرقام.
ولعل الجدول الآتي يوضح ذلك:
الإيقاع... المضمون... النتيجة
نوعه... تواتره... نوعه... تواتره... تطابق كلي بين الشكل والمضمون.
ون... ٧ مرات... صفات الرسول... ٧ صفات
ين... ٥
يم... ٤... صفات... =١٠ صفات
الوليد
=١٠
وم... ١
فإذن ٧ (إيقاع نون) و٧(صفات الرسول) تساوي ١٤.
الكل يساوي ٣٤ صفة.
و١٠ (إيقاعات ين، يم، وم)، و١٠(صفات الوليد)، تساوي ٢٠.
من خلال ـ هذا كله ـ نجد النص يتحرك في فضاء أربع وثلاثين صفة تلامس الإيقاع والمضمون بشكل متساوٍ لا يؤثر فيه أحدهما على الآخر، بل يدخلان في وحدة نصية تحافظ على مبدأ الإيقاعية الذي تنهض عليه نصوص القرآن من جهة، وتجدّد المضمونية من جهة أخرى.
وعلى صعيد آخر نجد النص يتحرّك في فضاء من التصورات الأساسية التي يعمد السرد القصصي لاستلهامها في بناء شخصيتي (ب)، (ج).
ولعل الشكل الآتي من شأنه توضيح علاقة (أ)، بـ(ب) و(ج)، وإن كنا نخشى أن نثقل النص بهذه الرسومات والجداول والأرقام، لأن "المبالغة في تفتيت الإبداع الأدبي مجهرياً وإعادة قولبته داخل أشكال هندسية وجداول إحصائية قد أضفى على الدراسة التطبيقية طابعاً علمياً جافاً، وأحال الإبداع إلى المعاش".(١)
والشكل هو:
ملاحظة: -هذا الشكل يوضح علاقة (أ) بـ (ب) و (جـ) من حيث البناء، وكما رأينا سابقاً الهدم= البناء في (ب).
والبناء= الهدم في (جـ).
ولعل الملاحظة الأولى التي تسترعي الانتباه هي:
إن (أ) في بنائه لشخصيتي (ب) و (جـ) استعمل تلك الثنائية الضدية التي يكون الهدم فيها بناء والعكس.

(١) د. شايف عكاشة: نظرية الأدب في النقدين الجمالي والبنيوي في الوطن العربي (نظرية الخلق اللغوي) ج٣ ـ د. م. ج ص ١٣٦.


الصفحة التالية
Icon