قبل أن نعالج هذا الموضوع الناهض على الإيقاع، يجمل بنا أن نشير إلى أن إيقاعية قصة الوليد –التي سبق أن قاربناها في الفصل الثاني- تختلف في درجة تواتر فونيماتها من وجهة، وكونها تخضع لإيقاعية متنوعة من وجهة أخراة. وأيضاً عِلاجنا لها، كان مقتصراً على الإيقاع بوصفه مكوناً لخطابية نصّ قصة الوليد. أما في عنواننا، هذا فسنرى إيقاعية جديدة جسدتها سردية سورة النجم في مقاطعها العشرة الأولى.
لقد خصّصت بداية هذا الفصل، للسّرد الإيقاعي لما له من حضور مكثف على صعيد البنية القرآنية قاطبة، إذ يكاد يشغل مساحة قرآنية معتبرة، بحيث ألفينا كل سورة من سور القرآن تتلون بسردية إيقاعية تميزها عن باقي السور. وتبعاً لهذا التلون يتحدّد وجه السرد.
*النص المنتخب:
لعل النموذج المجسد للسرد الإيقاعي، هو ما يمثله النص السردي لسورة النجم التي هذا نصها.
﴿ والنَّجْمِ إِذَا هَوَى، ما ضَلَّ صَاحِبُكُم ومَا غَوَى، وما يَنْطِقُ عَنِ الهوَى، إِن هُو إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوى، ذُو مرَّةٍ فاسْتَوى وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى، ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأوْحَى إِلى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ﴾ ((١)).
قبل الشروع في تجلية مظاهر السرد الإيقاعي، يحدو بنا أن نشير –ولو اجتزاءً- إلى مضمون الآيات.