Transcendental) بحكم توظيفها في المجالات الفقهية، الشيء الذي جعلها تكرّس مبدأ التداولية، بمفهومها النقدي، لأننا ألفينا من يتحدث عنها وبخاصة في النصوص المقدسة وذلك فيما تتضمنه: "من تواز أو موازنة بين معنيين: المعنى الحرفي. وهو العهد القديم، والمعنى الروحي. وهو العهد الجديد، وقد تجاوز هذه الثنائية إلى ثلاثية فرباعية، وهي: أن النص يحتوي على المعنى الحرفي، والمعنى التاريخي، والمعنى الأخلاقي، والمعنى الصوفي، أو المعنى الروحي"(١).
ونجد علماء أصول الفقه قد مارسوا التأويل(٢)، وواجهوا به ما يعرف بفقه العبادات..

وحتى النص القرآني، مورس عليه هذا الإجراء حيث "اتخذ بعضهم المصحف كله موضع تأويل رغم اختلاف مستويات خطاب آيات الأحكام والقصص والتمثيل وانتقى آخرون ما رأوه خادماً لمصالحهم المختلفة(٣)"..(٤) الأمر الذي يجعل مبدأ التأويلية متأصِّلاً في تراثنا العربي، بشقيه الأدبي والفقهي.
(١) محمد مفتاح : مجهول البيان ـ دار توبقال /ط١/ ١٩٩٠ ص ٩٠-٩١.
(٢) ونسوق مثالاً لذلك المباحث التفسيرية، وفي مقدمتها: تفسير الرازي الذي ظل يقرن فيه المقاربة التفسيرية بالإحالة الفقهية، كما تأتت له في مجال الاجتهاد الأصولي...
(٣) ويمكن الإشارة إلى أنهم كانوا "يقتصرون في تفسير الآية على توضيح المعنى اللغوي الذي فهموه من الآية بأخصر لفظ مثل قولهم (غير متجانف لإثم أي غير متعرض لمعصية)، ينظر أحمد أمين ـ فجر الإسلام ـ دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ لبنان ط١٠/ ١٩٦٩، ص ٢٠٦.
(٤) ينظر "جولد زيهر" ـ "مذاهب التفسير الإسلامي"، نقلاً عن مجهول البيان ص ٩٢.


الصفحة التالية
Icon