إننا نجده ينهض على هذه الوتيرة الإيقاعية المتنوعة، وهي ـ في مجملها ـ تنتمي خارجياً وداخلياً إلى فئة:
أ)ـ فئة( ون....... تواترت سبع مرات. ويسمى (الصائت المديد النوني المرفوع).
ب)ـ فئة ( ين.... تواترت خمس مرات. ويسمى (الصائد المديد النوني المكسور).
ج)ـ فئة ( يم....... تواترت أربع مرات. ويسمى (المديد الميمي).
د)ـ فئة ( وم.... تواتر مرة واحدة. ويسمى (المديد الميمي المرفوع).(١)
وعسى أن يكون الجميل في هذه الإيقاعات أنها تدرك من الخارج وبسهولة، بحيث يمكن الوقوف عليها بمجرد القراءة الواعية الأولى. والأجمل أن هذه الإيقاعات الخارجية (الشكل) تنعكس عبرها ـ وداخلياً ـ إيقاعات أخرى (المضمون) تتكاتف معها، الأمر الذي يجعلهما متحدين بحيث يصعب الفصل بينهما. وهي سمة حداثية أصلها الجرجاني، لأنه: "لم يكن يفصل بين اللفظ والمعنى أو بين الصورة والمحتوى".(٢)
فالفئات الإيقاعية التي تميز هذه القصة هي:
١ ـ الفئة الأولى: "ون" تواترت سبع مرات. وهي حسب ورودها.
ن ـ يسطرون ـ بمجنون ـ ممنون ـ يبصرون ـ المفتون ـ فيدهنون.
فمباشرة نجد هذا النظام الإيقاعي محكوماً من فونيم واحد (ون). غير أننا ألفينا هذا الفونيم يتحكم أوله، فيما يلحق بعده بصورة تتناسب مع الشكل والمضمون. من ذلك الآية الأولى: ﴿ ن، واَلْقَلَمُ وَمَا يَسْطُرونَ ﴾. نجدها تتحكم في الآيات الثلاث التي تليها.
(٢) عز الدين اسماعيل، الأسس الجمالية في النقد العربي ـ ص ٣٣٤.