إن وظيفة الأصوات الهندسية تظهر بوضوح في كل المقاطع، وعبرها تنسرب البنية الإيقاعية خالقةً بذلك حِسَّاً عميقاً، بدءاً بالنونات الأربعة ثم ما النافية في قوله (ما أنت) ومروراً بالتوكيدين في (وإن لك)، و(إنك) وباللام المزحلقة في قوله: (لأجر) (لعلى).
نجد استجابة الألفاظ لهذا التلون والتقابل بين الحروف واضحة، الشيء الذي جعلها ـ في ظاهرها ـ استجابة لبنية إيقاعية تخفيها الدلالة الصوتية لهذه الأحرف..
ـ تشاكل المعنى:
ونعني به المشترك الدلالي لكل من المحمول وموضوعه. فالمحمول هنا أدوات القسم الثلاث، والموضوع جواب القسم المتعدد.
غير أن هذا النوع من التشاكل وجدناه عند محمد مفتاح، وهو بصدد معالجة نص شعري، إلا أنه اتخذ مفهوماً جديداً عنده أطلق عليه (التشاكل الرسالة) ويجعل فاعليته الدلالية كاملة في فاعليته التواصلية، ويمثل شكلاً من أشكال التداولية، أو رسالة قصدية إفهامية، مما يجعل التشاكل الرسالة، عاملاً أساسياً في ضمان وحدة الخطاب(١)...
وعنده هو " تكرار لنفس البنيات التركيبية (عميقة وسطحية) على امتداد قول"(٢).. أو هو تكرار لوحدة لغوية..
إن تشاكل المعنى يظهر في القسم وجوابه..
ويمكن الاستعانة بهذه الرسمة لنبين هذه المسألة، لتظهر دلالات الأدوات وعلاقاتها بجواب القسم..
ـ دلالاتها الإيقاعية: نلحظ إيقاعاً واحداً مطَّرداً تلتقي فيه أدوات القسم وجوابها، بحيث يظهر واضحاً على مستوى الخطية والصوتية.
ـ دلالاتها المحتواتية:
(٢) نفسه ص ٢١.