أما المسلم فقد دلَّ عليه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - ﷺ - :«كل المسلم على المسلم حرام، دمه وعرضه وماله» (١)، وحديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - ﷺ - :«سِباب المسلم فسوق وقتاله كفر» (٢)، وأما المعاهد قد دلَّ عليه حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - عن النبي - ﷺ - قال: «مَنْ قَتَل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عامًا» (٣)، وأما أهل الذمة فقد دلَّ عليهم حديث رجل من أصحاب النبي - ﷺ - قال: قال رسول الله - ﷺ - :«مَنْ قتل رجلاً من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة سبعين عامًا» (٤).
قلت: وهذه الأدلة المتقدمة التي جاء فيها كفر القاتل محمولة عند أهل السنة والجماعة على الكفر الأصغر الذي لا يُخرج من الملة.
* * *
المبحث الثالث: القصاص والحكمة منه
القصاص ثابت بالكتاب والسنة والإجماع،
أما الكتاب: فقال تعالى: ﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ﴾ (٥)، وقال: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٧٩) ﴾ (٦).

(١) قطعة من حديث مسلم ٤/١٩٨٦ (٢٥٦٤).
(٢) أخرجه البخاري ١/١١٠ (٤٨).
(٣) أخرجه البخاري ٦/٢٦٩ (٣١٦٦).
(٤) أخرجه أحمد ٤/٢٣٧، والنسائي ٨/١٥ وصححه الألباني في صحيح الجامع ٥/٣٣٥.
(٥) سورة المائدة، الآية: ٤٥.
(٦) سورة البقرة، الآية: ١٧٩.


الصفحة التالية
Icon