قال ابن كثير رحمه الله: يأمر الله تعالى بإقامة العدل في الأخذ والإعطاء كما وعد على تركه بقوله تعالى: ﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ (١)، وقد أهلك الله أمة من الأمم كانوا يبخسون المكيال والميزان.
* * *
الفصل الثاني
في الأمر بالعدل بين الناس
المبحث الأول: المساواة بين الخصوم
الوصية الثامنة في آية الأنعام العدل وعدم محاباة القريب، فقال تعالى: ﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ﴾ (٢). قال الطبري رحمه الله: «يعني تعالى ذكره بقوله: ﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ﴾ وإذا حكمتم بين الناس فتكلمتم فقولوا الحق بينهم واعدلوا وأنصفوا ولا تجوروا، ولو كان الذي يتوجه الحق عليه والحكم ذا قرابة لكم، ولا يحملنكم قرابة قريب أو صداقة صديق حكمتم بينه وبين غيره أن تقولوا غير الحق فيما احتكم إليكم فيه» (٣)، وقال البغوي رحمه الله: « ﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ﴾ في الحكم والشهادة ولو كان ذا قربى ولو كان المحكوم والمشهود عليه ذا قرابة (٤)، وقال ابن كثير رحمه الله: يأمر تعالى بالعدل في الفعال والمقال على القريب والبعيد، والله يأمر بالعدل لكل أحد في كل وقت وفي كل حال (٥).

(١) سورة المطففين، الآيات: ١-٦.
(٢) سورة الأنعام، الآية: ١٥٢.
(٣) كما في تفسيره ٢/١٩٠.
(٤) كما في تفسيره ٢/١٤٢.
(٥) كما في تفسيره ٢/١٩٠.


الصفحة التالية
Icon