وأمثلة هذا الاتفاق بين الهمزتين كما ورد في بيت الإمام الشاطبي يكون بالفتح مثل: (جاءَ أمرنا)، والكسر مثل: (من السماءِ إِن)، والضم مثل: (أولياءُ أُولئك).
وهناك اختلاف بين القُرَّاء والنَّحويين، فالقُرَّاء يسقطون الأولى عن أبي عمرو، وأمَّا النحاة فيرون أنَّ أبا عمرو يخفّف الأولى من المتفقتين والمختلفتين جميعاً. قال أبو شامة مشيراً إلى هذا الخلاف: "وهذا نقل علماء القراءات عن قراءة أبي عمرو بإسقاط الهمزة، ثمَّ منهم من يرى أنَّ الساقِطة هي الأولى، لأنَّ أواخر الكلم محل التغيير، ومنهم من يجعل الساقِطة هي الثانية، لأنَّ الثقل بها حصل. والذي نقله النحاة عن أبي عمرو أنّه يخفف الأولى من المتفق والمختلف، والقُرَّاء على خلاف ما حكاه النحويون عنه، ذلك أنّهم يقولون: الهمزتان إذا التقتا بحركة واحدة حذفت إحداهما من غير أن تجعلها بين بين" (١).
ومما يتعلق بهذا الإسقاط للهمزة الأولى أو الثانية فإن كانت الساقطة الأولى فالمدّ من قبيل المنفصل، وإن كانت الساقطة الثانية فالمد من قبيل المتصل، قال ابن القاصح: "ومن فوائد هذا الخلاف ما يظهر في نحو: (جاء أمرنا) من حكم المدّ، فإن قيل الساقطة هي الأولى كان المد من قبيل المنفصل، وإن قيل هي الثانية كان المدّ من قبيل المتصل" (٢).
(٢) ابن القاصح: سراج القارئ المبتدئ، ص ٨٧.