فإذا التقى المثلان فإمّا أن يكونا في كلمة أو كلمتين فإن كانا في كلمة فالمنقول عن أبي عمرو في رواية السوسي الإدغام ولم يقع من ذلك في القرآن إلاّ في كلمتين وهما: في البقرة،
و في المدثر، وأمّا ما عداهما من باقي باب المثلين من كلمة مثل (جباههم ووجوههم) فلم يدغمه السوسي. وفي ذلك يقول الشاطبي:
ففي كلمة عنه مناسككم وما | سلككم وباقي الباب ليس مغوّلا |
وإلى هذا يشير الشاطبي بقوله:
وما كان من مثلين في كلمتيهما | فلا بُدَّ من إدغام ما كان أولا |
كيعلم ما فيه هدى وطبع على | قلوبهم والعفو وأمر تمثلا |
[٢] الإدغام الصغير
الإدغام الصغير كما يقول ابن القاصح: "إدغام الحروف السواكن فيما قاربها وهو ما كان الحرف المدغم منه ساكناً. فمذهب أبي عمرو في هذا الباب إدغام حروف لم يدغمها غيره من القُرَّاء. ويتضح ذلك جلياً في الحديث عن إدغام (ذال إذ ودال قد وتاء التأنيث) ويمكننا أن نوضِّح مذهبه في هذا الباب بما ورد في "حرز الأماني" للشاطبي وشارحها ابن القاصح مع الاختصار.
(١) إرشاد المريد إلى مقصود القصيد: الشيخ على محمد الضباع، طبع محمد علي صبيح، ١٣٨١هـ، ص ٦٢.
(٢) أبو شامة: إبراز المعاني، ص ٦٠.
(٢) أبو شامة: إبراز المعاني، ص ٦٠.