يقول الشاطبي (١) عن ذلك مقدماً لإدغام هذه الحروف:

سأذكر ألفاظاً تليها حروفها بالاظهار والإدغام تُروى وتُجتلا
فدونك إذ في بيتها وحروفها وما بعد بالتقييد قُدهُ مُذللا
سأُسمي وبعد الواو تسمو حروف مَنْ في دال قد أيضاً وتاء مؤنث تسمّى على سيما تروق مُقّبلا
وفي هل وبل فاحتل بذهنك أحيلا
ثم يبدأ بـ (ذال إذ):
نَعمْ إذ تمشّت زينب صال دَلّها سَميَّ جمال واصلاّ من توصلا
فإظهارها أجرى دوام نسيمها وأظهر رَيَّا قوله واصِفٌ جَلا
يقول ابن القاصح بعد توضيحه لمذهب القُرَّاء في إدغام (ذال إذ) هذه: "توضيح، القُرَّاء في فصل ذال إذ على ثلاث مراتب: منهم من أظهرها عند حروفها الستة، وهم: نافع، وابن كثير، وعاصم، ومنهم من أدغمها في حروفها الستة، وهما: أبو عمرو وهشام، ومنهم من أظهرها عند بعضها وأدغم في بعضها، وهم: الكسائي، وخلف، وخلاد، وابن ذكوان. فأمّا الكسائي وخلاد فإنّهما أظهراها عند الجيم وأدغماها فيما بقي، وأمّا خلف فإنّه أدغم في التاء والدال وأظهر عندما بقي، وأمَّا ابن ذكوان فإنّه أدغم في الدال وأظهر عندما بقي (٢).
وفي الحديث عن (دال قد) يقول الشاطبي:
وقد سحبت ذيلاّ ضفا ظل زرنب جلته صباه شائقاً ومُعَللاّ
فاظهرها نجم بدا دلّ واضحاً وأدغم في ورش ضر ظمآن وامتلا
((وأدغم (مُـ)ـروٍ واكِفٌ ضَيْرَ (ذ) ابل (ز)وى (ظِ)لّه وغر تسداه كلكلا))
وفي حَرفِ زينّا خلافٌ ومظهرٌ هشامٌ بصاد حرفه متحمّلا
(١) الشاطبية بشرح سراج القاري: ابن القاصح (ت ٨٠١هـ)، طبعة ١٩٥٤م، القاهرة، ص ٩٢.
(٢) سراج القاري لابن القاصح، ص ٩٤.


الصفحة التالية
Icon