يقول ابن القاصح ملخصاً لمذهب القُرَّاء في إدغام (دال قد) بعد تفصيله لهذا الباب وتوضيح مذهب كل قارئ: "(توضيح) القُرَّاء في (دال قد) على ثلاث مراتب: منهم من أظهرها عند حروفها الثمانية بلا خلاف، وهم: قالون، وابن كثير، وعاصم. ومنهم من أدغمها في حروفها الثمانية، وهم: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي. ومنهم من أظهر عند بعضها وأدغم في بعضها، وهم: ورش، وابن ذكوان، وهشام.
أمّا ورش فإنّه أدغم في الضاد والطاء وأظهرها عند الستة الباقية، وأمّا ابن ذكوان فإنّ الأحرف الثمانية عنده على ثلاث مراتب، منها أربعة أظهر عندها بلا خلاف، وهي: السين، والصاد، والجيم، والشين، ومنها ثلاثة أدغم فيها بلا خلاف، وهي: الضاد والطاء والذال، ومنها حرف واحد اختلف عنه فيه، وهو الزاي. وأمّا هشام فإنّه أظهر (قال لقد ظلمك) وأدغم في السبعة البواقي (١).
وأمّا عن ذكر تاء التأنيث فيقول الشاطبي:
وأبْدت سَنا ثَغْر صَفَتْ زُرق ظَلْمِهِ | جمعن وروداً بارداً عطر الطِلاّ |
فإظهاره دُرٌّ نمته بدوره | وأدغم ورش ظافراً ومحوّلا |
وأظهر كهف وافرٌ سَيبُ جُوده | زكيٌ وفيٌّ عُصْرَةً ومُحَللاّ |
وأظهر راويه هشام لهُدِّمتْ | وفي وجبت خلف ابن ذكوان يفتلا |
توضيح: القُرَّاء في تاء التأنيث على ثلاث مراتب: منهم من أظهرها عند جميع حروفها، وهم: عاصم، وقالون، وابن كثير. ومنهم من أدغمها في حروفها الجميع، وهم: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي. ومنهم من أظهرها عند بعضها وأدغمها في بعضها، وهما: ورش وابن عامر (٢).
(٢) المصدر السابق، ص ٩٦.