وتفسير ابن كثير -رحمه الله- للآيتين فيه نظر : أما قوله في تفسير سورة القيامة إن ﴿ أولى لك فأولى ﴾ "تهديد ووعيد أكيد من الله تعالى للكافر به المتبختر في مشيته. أي: يحق لك أن تمشي هكذا، وقد كفرت بخالقك وبارئك، كما يقال في مثل هذا على سبيل التهكم والتهديد كقوله تعالى: ﴿ ذق إنك أنت العزيز الكريم ﴾ (الدخان: ٤٩) "فهو تفسير غريب، لم أره فيما رجعت إليه من كتب التفسير، ولعل ابن كثير تفرد به. والتفرد نفسه ليس قادحاً في قول إن كان مؤيداً بالدلائل والحجج، ولكن ما ذهب إليه -رحمه الله- مبني على قول نقل في تفسير ﴿ فأولى لهم ﴾ في سورة محمد إنه بمعنى " أولى بهم "، وهو قول من أضعف الأقوال وأشبه ما يكون بالوهم والغلط، فلنقف وقفة قصيرة عند الآية المذكورة. قال تعالى :
﴿ ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم * طاعة وقول معروف * فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم ﴾ ( سورة محمد : ٢٠ - ٢١ ).


الصفحة التالية
Icon