المحرر الوجيز، ج ٥، ص : ٢٢٢
ثم أخبر تعالى أن كل أفعال الأمم المهلكة مكتوب محفوظ عليهم إلى يوم الحساب، قاله ابن عباس وقتادة والضحاك وابن زيد. و: مُسْتَطَرٌ مفتعل من السطر، تقول سطرت واستطرت بمعنى، وروي عن عاصم شد الراء في «مستطرّ»، قال أبو عمرو : وهذا لا يكون إلا عند الوقف لغة معروفة.
وقرأ جمهور الناس :«و نهر» بفتح الهاء والنون، على أنه اسم الجنس، يريد به الأنهار، أو على أنه بمعنى : وسعة في الأرزاق والمنازل، ومنه قول قيس بن الخطيم :[الطويل ]
ملكت بها كفي فأنهرت فتقها يرى قائم من دونها ما وراءها
فقوله :«أنهرت» معناه : جعلت فتقها كنهر. وقرأ زهير الفرقبي والأعمش :«و نهر» بضم النون والهاء، على أنه جمع نهار، إذ لا ليل في الجنة، وهذا سائغ في اللفظ قلق في المعنى، ويحتمل أن يكون جمع نهر. وقرأ مجاهد وحميد وأبو السمال والفياض بن غزوان :«نهر» ساكنة الهاء على الإفراد.
وقوله تعالى : مَقْعَدِ صِدْقٍ يحتمل أن يريد به الصدق الذي هو ضد الكذب، أي في المقعد الذي صدقوا في الخبر به، ويحتمل أن يكون من قولك : عود صدق، أي جيد، ورجل صدق، أي خبر وخلال حسان.
وقرأ جمهور الناس :«في مقعد» على اسم الجنس. وقرأ عثمان البتي :«في مقاعد» على الجمع.
والمليك المقتدر : اللّه تعالى.