أن يقع إليه كتاب فيأخذ منه؛ عُلم أنه لا يصل إلى علم ذلك إلا بتأييد من جهة الوحي) (١).
٥- ادعاؤهم أنه من النبي (صلى الله عليه وسلم) نفسه وليس من عند الله:
(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ( [يونس: ١٥-١٦].
قال ابن كثير - رحمه الله -: (يخبر تعالى عن تعنت الكفار من مشركي قريش، الجاحدين المعرضين عنه أنهم إذا قرأ عليهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) كتاب الله، وحججه الواضحة، قالوا له: (ائت بقرآن غير هذا (أي رد هذا وجئنا بغيره من نمط آخر أو (بدله (إلى وضع آخر. قال الله تعالى لنبيه (: (قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي (أي ليس هذا إليَّ إنما أنا عبد مأمور، ورسول مبلغ عن الله (إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم (ثم قال محتجا عليهم في صحة ما جاءهم به (قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به (أي هذا إنما جئتكم به عن إذن الله لي في ذلك ومشيئته وإرادته، والدليل على إني لست أتقوله من عندي، ولا افتريته أنكم عاجزون عن معارضته، وأنكم تعلمون صدقي وأمانتي منذ نشأت بينكم إلى حين بعثني الله عز وجل، لا تنتقدون عليَّ شيئا تغمصونني (٢) به ولهذا قال: (فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون (أي أفليس لكم عقول تعرفون بها الحق من الباطل،
_________
(١) نقله عنه القرطبي في تفسيره (١/٥٤).
(٢)