المبحث الأول: لماذا هذه الحرب على القرآن؟
عرف أعداء الله أهمية كتاب الله تعالى في نفوس المسلمين، ومدى تعلقهم به، وعلموا أنه هو باعث نهضتهم، ومحيي همتهم، وموحد كلمتهم، وسبب نجاتهم وقوتهم.
يقول الحاخام الأكبر لإسرائيل سابقا مردخاي الياهو، مخاطبا مجموعة على وشك الالتحاق بالجيش الإسرائيلي: (هذا الكتاب الذي يسمونه القرآن هو عدونا الأكبر والأوحد، هذا العدو لا تستطيع وسائلنا العسكرية مواجهته، كيف يمكن تحقيق السلام في وقت يقدس العرب والمسلمون فيه كتابا يتحدث عنا بكل هذه السلبية؟! على حكام العرب أن يختاروا؛ إما القرآن أو السلام معنا) (١).
وفي بدايات هذا القرن كان الجنود الإيطاليون يتغنون بأنشودتهم: (أنا ذاهب إلى ليبيا فرحا مسرورا، لأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة ومحو القرآن، وإذا مت يا أماه فلا تبكيني، وإذا سألك أحد عن عدم حدادك فقولي: لقد مات وهو يحارب الإسلام) (٢).
ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر: (إننا لن ننتصر على
_________
(١) انظر: مجلة البيان، العدد: ١٥٩، بتاريخ ذو القعدة ١٤٢١هـ، وجريدة البلاد (السعودية) : ٣٠ رجب ١٤٢١هـ.
(٢) انظر: صلاح الأمة في علو الهمة لسيد عفاني (٦/٥٧٥) نقلا عن التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية للدكتور أحمد شلبي.


الصفحة التالية
Icon