قال أنشدنا ابن دريد قال أنشدنا أبو حاتم :
ونارٍ قدْ حضأتُ بعيدَ وهنٍ بدارٍ ما أريدُ بها مقاما
سوى تحليل راحلةٍ وعينٍ أكالئها مخافةَ أنْ تناما
أتوا ناري فقلتُ : منونَ أنتم ؟ فقالوا : الجنُّ، قلت : عموا ظلامًا
فقلت إلى الطعامِ، فقال منهم زعيم : نحْسُدُ الأنسَ الطعاما
لقدْ فضلتمُ بالأكلِ فينا ولكنْ ذاك يعقبكم سقاما
فهذا يدل علة أنهم لا يأكلون ولايشربون ؛ لأنهم روحانيون. وجاء في بعض الأخبار النهي عن التمسح بالعظم والروث، قال : لأنَّ ذلك طعام الجن، وطعام دوابهم، فإن صحَّ ذلك، فلأنهم لما سكنوا الأرض خالفوا حكم الملائكة ؛ لأنهم خرجوا من جملتهم بعصبية إبليس. زقيل في تأويل الحديث، أنهم يتشممون ذلك ولا يأكلون، والقول الأول : قول الحسن، والثاني : قول الجمهور من العلماء، وروي عن ابن عباس القولان جميعاً.
وروي عن ابن مسعود، قال : كانت الملائكة تقاتل الجن، فسبي إبليس وكان صغيراً مع الملائكة، فتعبد معها بالأمر بالسجود، فلذلك قال الله تعالى :﴿ إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ ﴾ [الكهف : ٥٠].
ويُسأل عن سجود الملائكة لآدم على أي وجه كان ؟
وفيه جوابان :