أي : أفرق، قال أبو ذؤيب
زكأنهن ربابة وكأنه يسر يفيض على القداح ويصدع
ومما يسأل عنه أن يقال : ما ﴿ مَا ﴾ هاهنا ؟
والجواب : أنها تحتمل أن تكون مصدرية، فيكون التقدير : فاصدع بالأمر، وتحتمل أن تكون بمعنى (الذي) فهذا الوجه محتاج إلى عمل، وذلك أن الأصل : فاصدع بما تؤمر بالصدع به فحذفت الباء اجتمعت الإضافة والألف واللام، وهما لا يجتمعان، فحذفت الألف واللام فصار : فاصدع بما تؤمر بصدعه، ثم حذفت المضاف وأقمت المضاف إليهمقامه، على حد ﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ﴾ [يوسف : ٨٢]، فصار : اصدع بما تؤمر به، ثم حذفت الباء على حد حذفها من وقول الشاعر :
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به فقد تركتك ذا ما وذا نسل
فصار : فاصدع بما تؤمره، ثم حذفت الهاء لطول الاسم بالصلة على حد وقلك : ما أكلت الخبز، أي : الذي أكلته الخبز، فبقي ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ﴾.
﴿ ومن سورة النحل ﴾
قوله تعالى :﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ ﴾ [النحل : ١]
قال الحسن وابن جريح ؛ عقابه لمن أقام على الكفر.
وقال الضحاك : فرائضه وأحكامه.


الصفحة التالية
Icon