وقيل أمره : القيامة، فعلى هذا الوجه يكون (أتى) بمعنى (يأتي). وجاز وقوع الماضي هاهنا لصدق المخبر بما أخبر، فصار بمنزلة ما قد مضى. وقد شرحناه فيما تقدم.
قوله تعالى :﴿ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴾ [النحل : ٢٦].
يقال : لم قال :﴿ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴾، وقد علم أن السقف يخر من فوقهم ؟
وعنه جوابان :
أحدهما : أنه للتوكيد، كما تقول لمن تخاطبه : قلت أنت كذا وكذا.
والثاني : أنه جاء كذلك ليدل أنهم كانوا تحته ؛ لأنه يجوز أن يقول الرجل :
خر على السقف وتهدم على المنزل : ولم يكن تحتها.
وقال ابن عباس وعبد الرحمن بن زيد : نزل هذا في نمرود. وقيل : في بختنصر.
قوله تعالى :﴿ نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا ﴾ [النحل : ٦٦].
يقال : سقيته إذا ناولته ليشرب، وأسقيه إذا جعلت له ماء ليشربه دائماً، من نهر أو غيره، يقال : سقى وأسقى بمعنى، قال لبيد.
سقى قومي بني مجد وأسقى نميراً والقبائل من هلال
ووما يسأل عنه أن يقال : على ما يعود الضمير في ﴿ بُطُونِهِ ﴾ ؟.
والجواب : أ، العلماء اختلفوا في ذلك.
فذهب بعضهم : إلن أن ﴿ الْأَنْعَامِ ﴾ جمع، والجمع يذكر ويؤنث، فجاء هاهنا على لغة من يذكر، وجاء في سورة (المؤمنين) على لغة من يؤنث.


الصفحة التالية
Icon