قال الأسود بن يعفر :
ماذا أؤمل بعد آل محرق تركوا منازلهم وبعد إياد
أرض الخورنق والسدير وبارق والقصر ذي الشرفات من سنداد
أرضاً تخيرها لدار أبيهم كعب بن مامة وابن أم دؤاد
جرت الرياح على مكان ديارهم فكأنما كانوا على ميعاد
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم ماء الفرات يجيء من أطواد
فإذا النعيم وكل ما يلهى به يوماً يصير إلى بلى ونفاد
ويروى عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه سمع رجلاُ ينشد هذه الأبيات فتلا :﴿ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٢٥) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (٢٦) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (٢٧) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴾ [الدخان : ٢٥-٢٨].
فصل :
ومما يسأل عنه أن يقال : علام عطف ﴿ وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ﴾ [الحج : ٤٥] ؟
وفيه جوابان :
أحدهما : أن يكون معطوفاً على قرية، فيكون المعنى : إهلاك القرية والبئر المعطلة والقصر المشيد.
والثاني : أن يكون معطوفاً على عروشها، فيكون المعنى : وكم من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وعلى البئر [بئر] معطلة وقصر مشيد.
قال المفسرون : تهدمت الحيطان على السقوف وتعطلت بئرها وقصرها المشيد.
والبئر : مؤنثة، وجمعها : آبار وأبور في القلة، وفي الكثرة : بئار.