المعنى : لا يمس الكتاب الذي في في السماء إلا المطهرون من الذنوب وهو الملائكة، وقيل : إلا المطهرون في حكم الله عز وجل، وقيل : لا يمس القرآن إلا المطهرون، أي : من كان على وضوء، وهو قول مالك.
واختلف في ﴿ لَّا ﴾ :
فقيل : هي نافية، و(يَمَسُّ) فعل مستقبل، والمعنى : ليس يمسه، على طريق الخبر، وليس بنهي. وقيل : هو نهي، وجاء على لغة من يقول : مد يا فتى، ومس يا فتى ؛ لأن في هذا الفعل لغات :
منها : أن تفتح آخره فتقول : مسَّ ومدً. وهذا أفصح اللغات.
ومنها : أن تضمه فتقول : مسُّ ومدُّ.
ومنها : تكسره فتقول : مسَّ ومدَّ، قال الراجز :
قال أبو ليلى لحبل مده حتى إذا مددته فشده
إن أبا ليلى نسيج وحده
ومنها : أن يفتح ما كان على (فَعِلَ) (يَفْعَل) نحو : مس وسف ؛ لأنه من مسست وسففت، ويضم ما كان على (فَعَلَ) (يَفْعُل) نحو : مد وعد، ويكسر ما كان على (فَعْل) (يفْعَل) نحو : مر وفر، وهذه لغات أهل نجد، فأما أهل الحجاز فإنهم يظهرون التعيف، فيقولون : أمسس وأمدد وأفرر، وعليه قوله تعالى :﴿ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ ﴾ [البقرة : ٢١٧]، فإذا ثنوا أو جمعوا لم يجز إظهار التضعيف، ورجعوا إلى اللغة الأولى كراهة لاجتماع المثلين.
وقال الفراء في قوله :﴿ لَا يَمَسُّهُ ﴾ أي : لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به، يعني القرآن.