قال الفراء : حدثني حبان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : أمر النبي - ﷺ - بقطع النخل كله إلا (العجوة) وهو (البرني) في قول الفراء، والمستعم في الكلام أن (البرني) غير (العجوة) فيما يستعمله الآن أهل الحجاز، وذكر ابن إسحاق : أن النبي - ﷺ - أمر بقطع نخل بني قريظة والنضير إلا (العجوة) فقالوا : محمد يزعم أنه أرسل مصلحاً وهو يقطع النخل وهذا إفساد، فأنزل الله تعالى :﴿ مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ ﴾، أي بأمر الله، وجمع لينة : ليان.
قال امرؤ القيس :
أضرم فيها الغوي السعر
ويقال : لين، بمنزلة : سدرة وسدر، ويقال : لين، مثل : سدرة وسدر، كسرة وكسر قال : ذو الرمة :
طراق الخوافي واقع فوق لينة ندا ليلة في ريشة يترقرق
ويحتمل اشتقاق ﴿ لِينَةٍ ﴾ وجهين :
أحدهما : أن يكون من اللين، سميت بذلك للين ثمرتها.
والثاني : أن يكون من اللون، فـ :(الياء) على هذا القول بدل من (واو) ؛ لأنه لون من التمر.
قوله تعالى :﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الحشر : ١٦].
جاء في التفسير أن الإنسان هاهنا : إنسان بعينه كان من الرهبان وقع في بلية فأغواه الشيطان بأن قال له : إن خلصتك أتسجد لي سجدة واحدة، فأجابه إلى ذلك وسجد له