فقيل فيه ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه (واو) والأصل : عزوة ؛ لأنه من : عزوته، أي : نسبته، والعزة منتسبة إلى غيرها من الجماعات.
والثاني : أن المحذوف (ياء) وهي من : عزيت ؛ لأنه يقال : عزوت وعزيت بمعنى واحد.
والثالث : أن المحذوف (هاء) والأصل : عزهة، وهو من : العزهاة، وهو المنقبض عن النساء المجتمع عن اللهو معهن، قال الأحوص :
إذا كنت عرهاة عن اللهو والصبا فكن حجراً من يابس الصخر جلمدا
وهذا الجمع في الأسماء المحذوفة عوض من الحرف المحذوف، ومن هذا الباب : ثبون وعضون وسنون كل هذا محذوف اللام، وهذا الجمع له عوض من المحذوف.
﴿ ومن سورة نوح - عليه السلام - ﴾
قوله تعالى :﴿ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ [نوح : ٤].
يسأل عن ﴿ مِنْ ﴾ هاهنا ؟
وفيها وجهان :
أحدهما : أنها بمعنى (عن) أي : يصفح لكم عن ذنوبكم.
والثاني : أن المعنى : يغفر لكم ذنوبكم السالفة، وهي بعض الذنوب التي يصار إليهم، فلما كانت ذنوبهم التي يستأنفونها لا يجوز الوعد بغفرانها على الإطلاق ؛ إذ يجري ذلك مجرى الإباحة لها، فقيدت بهذا التقييد.