ج ١، ص : ١١٥
وهو إما - إن فعلها - لئلا يعمل بها «١»، أو افتعلها السّحرة بعده لتفخيم السّحر «٢» وأنه استسخر به ولذلك قال :«تتلوا عليه» لأنّ في الحق :
تلا «٣» عنه.
وقيل : عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ معناه : على «٤» ذهاب ملكه، [أي :
حين نزع اللّه عنه الملك ] «٥».
وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ أي : واتبعوا ذلك، وأنزل عليهما من السحر ليعلما ما السحر وفساده وكيف الاحتيال به.
فِتْنَةٌ : خبرة «٦» [من ] «٧»، فتنت الذهب، أي تظهر «٨» بما تتعلمون

_
(١) ينظر : متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار :(٩٩ - ١٠٣)، وتفسير الفخر الرازي :(٣/ ٢٣٨ - ٢٣٩)، وتفسير القرطبي : ٢/ ٥٤.
(٢) تفسير الفخر الرازي : ٣/ ٢٢١.
(٣) المصدر السابق.
(٤) في «ج» و«ك» :«في ذهاب ملكه».
وانظر هذا المعنى في تفسير الطبري :(٢/ ٤١١، ٤١٢).
(٥) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
وقال الفخر الرازي - رحمه اللّه - في تفسيره : ٣/ ٢٢١ «أما قوله : عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ فقيل : في ملك سليمان عن ابن جريج، وقيل : على عهد ملك سليمان.
والأقرب أن يكون المراد : واتبعوا ما تتلوا الشياطين افتراء على ملك سليمان، لأنهم كانوا يقرءون من كتب السحر ويقولون : إن سليمان إنما وجد ذلك الملك بسبب هذا العلم، فكانت تلاوتهم لتلك الكتب كالافتراء على ملك سليمان»
.
(٦) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٥٩، وفي تهذيب اللّغة للأزهري : ١٤/ ٢٩٦ :«جماع معنى الفتنة في كلام العرب الابتلاء والامتحان وأصلها مأخوذ من قولك : فتنت الفضّة والذهب إذا أذبتهما بالنار ليتميز الرديء من الجيّد...».
وانظر لسان العرب : ١٣/ ٣١٧ (فتن).
(٧) عن نسخة «ج».
(٨) في «ك» و«ج» :«أي اختبرته ليظهر...».


الصفحة التالية
Icon