ج ١، ص : ١٨٢
١١ كَدَأْبِ موضع الكاف رفع في موضع خبر الابتداء، أي : دأبهم مثل دأب «١». ولا يجوز نصبا «٢» ب كَفَرُوا لأن كَفَرُوا في صلة الَّذِينَ والكاف خارجة عن الصّلة فلا يعمل فيها ما في الصّلة.
١٢ سَتُغْلَبُونَ : أي : قل لهم : ستغلبون، والياء «٣» بلّغهم بأنهم سيغلبون.
[١٧/ ب ] ١٣ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ : قصّة بدر، وكان المسلمون ثلاثمائة/ وبضعة عشر رجلا «٤»، والمشركون زهاء ألف، فقللهم اللّه في أعين المسلمين لتثبيت قلوبهم.
١٤ زُيِّنَ لِلنَّاسِ : اللّه زيّنها للابتلاء «٥»، وقد زهّد فيها بأن أرى زوالها.

_
(١) وهو قول الزجاج في معانيه : ١/ ٣٨٠، والنحاس في معاني القرآن : ١/ ٣٦٠، وانظر الكشاف : ١/ ٤١٤، والمحرر الوجيز : ٣/ ٣٢، وتفسير القرطبي : ٤/ ٢٣، والدر المصون :
٣/ ٣٧.
(٢) قال بالنصب الفراء في معانيه : ١/ ١٩١، وردّه الزجاج في معاني القرآن : ١/ ٣٨٠، ومكي في مشكل إعراب القرآن : ١/ ١٥٠، والسمين الحلبي في الدر المصون : ٣/ ٣٧.
(٣) جاء في هامش الأصل :«أي قراءة الياء : بلغهم إلخ» ا ه.
وهي قراءة حمزة والكسائي. كما في السبعة لابن مجاهد : ٢٠٢، والكشف لمكي :
١/ ٣٣٥.
(٤) صحيح البخاري : ٥/ ٥، كتاب المغازي، باب «عدة أصحاب بدر»، تفسير الطبري :
٥/ ٣٤٦، وتاريخه : ٢/ ٤٣٣.
(٥) ذكر هذا المعنى الزجاج في معانيه : ١/ ٣٨٣.
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز : ٣/ ٤٠ :«اختلف الناس من المزين؟ فقالت فرقة : اللّه زين ذلك وهو ظاهر قول عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه لأنه قال لما نزلت هذه الآية : قلت الآن يا رب حين زينتها لنا فنزلت : قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ.
وقالت فرقة : المزين هو الشيطان، وهذا ظاهر قول الحسن بن أبي الحسن...
وإذا قيل زين اللّه، فمعناه بالإيجاد والتهيئة لانتفاع وإنشاء الجبلة عن الميل إلى هذه الأشياء، وإذا قيل زين الشيطان فمعناه بالوسوسة والخديعة وتحسين أخذها من غير وجوهها.
والآية تحتمل هذين النوعين من التزيين ولا يختلف مع هذا النظر...»
. [.....]


الصفحة التالية
Icon