ج ١، ص : ٢٠٦
أَوْ يَكْبِتَهُمْ : يخزيهم «١»، وقيل «٢» : يصرعهم.
١٢٨ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ : أي : في عقابهم، أو استصلاحهم حتى يقع إنابتهم وتوبتهم «٣».
١٣٠ أَضْعافاً مُضاعَفَةً : كلما جاء أجله أجّلوه ثانيا وزادوا على الأصل «٤». والفضل ربا.
١٣٣ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ : قيل «٥» للنّبيّ عليه السّلام : إذا كانت الجنة عرضها [السماوات ] «٦» والأرض فأين النار؟.
قال :«سبحان اللّه! إذا جاء النّهار فأين اللّيل؟».
وقيل «٧» : عَرْضُهَا : ثمنها لو جاز بيعها، من............

_
(١) تفسير الطبري : ٧/ ١٩٣، ومفردات الراغب : ٤٢٠.
(٢) هو قول أبي عبيدة في مجاز القرآن : ١/ ١٠٣، وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١١٠، وتفسير الطبري : ٧/ ١٩٣، ومعاني القرآن للزجاج : ١/ ٤٦٧، ومعاني النحاس : ١/ ٤٧٢.
(٣) تفسير الماوردي : ١/ ٣٤٣، وزاد المسير : ١/ ٤٥٧، وتفسير الفخر الرازي : ٨/ ٢٣٩.
(٤) قال الطبري في تفسيره : ٧/ ٢٠٤ :«كان أكلهم ذلك في جاهليتهم أن الرجل منهم كان يكون له على الرجل مال إلى أجل، فإذا حل الأجل طلبه من صاحبه، فيقول له الذي عليه المال : أخّر عني دينك وأزيدك على مالك. فيفعلان ذلك. فذلك هو الربا أَضْعافاً مُضاعَفَةً، فنهاهم اللّه عز وجل في إسلامهم عنه...».
(٥) أخرجه الإمام أحمد في مسنده : ٣/ ٤٤٢ عن التنوخي رسول هرقل مرفوعا وكذا الطبري في تفسيره : ٧/ ٢٠٩ وأخرجه موقوفا على عمر بن الخطاب وابن عباس رضي اللّه عنهم.
وأخرجه الحاكم في المستدرك : ١/ ٣٦، كتاب الإيمان، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه ورفعه. وقال :«حديث صحيح على شرط الشيخين، ولا أعلم له علة ولم يخرجاه ووافقه الذهبي».
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٢/ ٣١٥، وزاد نسبته إلى البزار عن أبي هريرة مرفوعا.
ونسبه - أيضا - إلى عبد بن حميد، وابن المنذر موقوفا على عمر رضي اللّه عنه.
(٦) في الأصل :«السماء»، والمثبت في النص عن «ج».
(٧) ذكر المؤلف رحمه اللّه - هذا القول في كتابه وضح البرهان : ١/ ٢٥٧ فقال :«و تعسف ابن بحر في تأويلها، فقال : عَرْضُهَا ثمنها لو جاز بيعها من المعارضة في عقود البياعات».
ونقل الفخر الرازي في تفسيره : ٩/ ٦ عن أبي مسلم الأصبهاني - وهو ابن بحر - قال :
«و فيه وجه آخر وهو أن الجنة لو عرضت بالسماوات والأرض على سبيل البيع لكانتا ثمنا للجنة، تقول إذا بعت الشيء بالشيء الآخر : عرضته عليه وعارضته به، فصار العرض يوضع موضع المساواة بين الشيئين في القدر، وكذا أيضا معنى القيمة لأنها مأخوذة من مقاومة الشيء بالشيء حتى يكون كل واحد منهما مثلا آخر».
وذكر الرازي وجها آخر فقال :«المقصود المبالغة في وصف سعة الجنة وذلك لأنه لا شيء عندنا أعرض منهما، ونظيره قوله : خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ فإن أطول الأشياء بقاء عندنا هو السموات والأرض، فخوطبنا على وفق ما عرفناه، فكذا هاهنا».


الصفحة التالية
Icon