ج ١، ص : ٢١٢
فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ : أي : على غم «١»، كقولك : نزلت به.
والغمّ الأول بما نيل منهم، والثاني بما أرجف أنّ الرسول قتل «٢».
١٥٤ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ : المنافقون، معتّب «٣» بن قشير وأصحابه، حضروا للغنيمة فظنوا ظنا جاهليا أنّ اللّه لا يبتلي المؤمنين للتمحيص والشّهادة «٤».
[٢١/ أ] إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ : نصب كُلَّهُ على/ التأكيد للأمر، أو على البدل من الْأَمْرِ «٥»، أي : إنّ كلّ الأمر للّه. ورفع

_
(١) تفسير الطبري :(٧/ ٣٠٤، ٣٠٥)، وتفسير الماوردي : ١/ ٣٤٨.
قال الطبري رحمه اللّه :«و إنما جاز ذلك، لأن معنى قول القائل :«أثابك اللّه غما على غم»، جزاك اللّه غما بعد غم تقدمه، فكان كذلك معنى : فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ، لأن معناه :
فجزاكم اللّه غما بعقب غم تقدمه، وهو نظير قول القائل :«نزلت ببني فلان، ونزلت على بني فلان»، و«ضربته بالسيف وعلى السيف».
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٧/ ٣٠٦ عن قتادة، والربيع بن أنس.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره : ٢/ ٦١٢ (سورة آل عمران) عن قتادة، وحسّن المحقق إسناده ونقله النحاس في معاني القرآن : ١/ ٤٩٦ عن مجاهد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٢/ ٣٥١ وعزا إخراجه إلى ابن مردويه عن عبد الرحمن بن عوف رضي اللّه عنه.
(٣) معتّب : بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد التاء المكسورة.
وهو معتب بن قشير بن مليل، من بني عمرو بن عوف.
قال الحافظ في الإصابة : ٦/ ١٧٥ :«و قيل : إنه كان منافقا، وإنه الذي قال يوم أحد : لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا. وقيل : إنه تاب».
ترجمته في الإكمال : ٧/ ٢٨٠، والاستيعاب : ٣/ ١٤٢٩، وأسد الغابة : ٥/ ٢٢٥.
(٤) أخرج الطبري في تفسيره : ٧/ ٣٢٣ عن الزبير قال :«و اللّه إني لأسمع قول معتب بن قشير، أخي بني عمرو بن عوف، والنعاس يغشاني، ما أسمعه إلا كالحلم حين قال : لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا».
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره :(٢/ ٦١٨ - ٦٢٠) عن ابن عباس، والزبير.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٢/ ٣٥٣ وزاد نسبته إلى ابن إسحاق، وابن راهويه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والبيهقي عن الزبير رضي اللّه عنه. [.....]
(٥) ذكره الأخفش في معاني القرآن : ١/ ٤٢٥، والطبري في تفسيره : ٧/ ٣٢٣، ونقله مكي في مشكل إعراب القرآن : ١/ ١٧٧ عن الأخفش.
وانظر تفسير القرطبي : ٤/ ٢٤٢، والدر المصون : ٣/ ٤٤٩.


الصفحة التالية
Icon