ج ١، ص : ٢١٨
١٦٦ فَبِإِذْنِ اللَّهِ : بتخليته «١»، أو بعلمه «٢». ودخلت الفاء لأنّ خبر «ما» التي بمعنى «الذي» يشبه جواب الجزاء لأنّه يتعلق بالفعل في الصّلة كتعلّقه بالفعل في الشّريطة «٣».
١٦٧ أَوِ ادْفَعُوا : أي : بتكثير السّواد إن لم تقاتلوا «٤».
١٧٠ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا : يطلبون السّرور في البشارة بمن تقدّم عليهم من إخوانهم كما يبشر بقدوم الغائب أهله.
ويروى «٥» :«يؤتى الشّهيد بكتاب فيه من يقدم عليه من أهله».

_
(١) ذكر الفخر الرازي في تفسيره : ٩/ ٨٥ عدة وجوه في تفسير قوله تعالى : فَبِإِذْنِ اللَّهِ وذكر هذا الوجه حيث قال :«الأول : إن إذن اللّه عبارة عن التخلية وترك المدافعة، استعار الإذن لتخلية الكفار فإنه لم يمنعهم منهم ليبتليهم، لأن الإذن في الشيء لا يدفع المأذون عن مراده، فلما كان ترك المدافعة من لوازم الإذن أطلق لفظ الإذن على ترك المدافعة على سبيل المجاز».
(٢) هو قول الزجاج في معاني القرآن : ١/ ٤٨٨، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ١/ ٤٩٧ عن الزجاج أيضا.
وأورده الفخر الرازي في تفسيره : ٩/ ٨٣ وقال :«كقوله : وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ أي : إعلام، وكقوله : آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ، وقوله : فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ، وكل ذلك بمعنى العلم».
(٣) في «ك» : في الشرط.
وانظر المحرر الوجيز : ٣/ ٤١٢، والبحر المحيط : ٣/ ١٠٨، والدر المصون : ٣/ ٤٧٥.
(٤) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : ٧/ ٣٨٠ عن ابن جريج والسدي.
وذكره النحاس في معاني القرآن : ١/ ٥٠٨ دون عزو، ونقله الماوردي في تفسيره :
١/ ٣٥١ عن السدي، وابن جريج، والبغوي في تفسيره : ١/ ٣٦٠ عن السدي.
وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير : ١/ ٤٩٧ إلى ابن عباس، والحسن، وعكرمة، والضحاك، والسدي، وابن جريج.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٢/ ٣٦٩، وعزا إخراجه إلى ابن المنذر عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.
(٥) أخرجه الطبريّ في تفسيره : ٧/ ٣٩٧، عن السدي، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره : ٨٩١ (سورة آل عمران). وحسّن المحقق إسناده.
وانظر تفسير الماوردي : ١/ ٣٥٣، وتفسير ابن كثير : ٢/ ١٤٣، والدر المنثور : ٢/ ٣٧٥.


الصفحة التالية
Icon