ج ١، ص : ٢٣٣
مِيثاقاً غَلِيظاً : أي : عقد النكاح، فكان يقال في النكاح : اللّه عليك لتمسكنّ بمعروف أو لتسرّحنّ بإحسان «١».
٢٢ وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ بمعنى المصدر «٢»، أي : نكاحهم، فيجوز هذا المصدر على حقيقته ويتناول جميع أنكحة الجاهلية المحرّمة.
ويجوز بمعنى المفعول به، أي : لا تنكحوا منكوحة آبائكم صنيع الجاهلية «٣»، أي : لا تطئوا موطوءتهم.
إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ : أي : لكن ما سلف فمعفوّ.
٢٣ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ : أي : دون من تبنيتم «٤» به، إذ دخل

_
(١) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره : ٨/ ١٢٧ عن قتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٢/ ٤٧٦ وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة.
(٢) اختاره الطبري في تفسيره : ٨/ ١٣٧ وقال :«و يكون قوله : إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ بمعنى الاستثناء المنقطع، لأنه يحسن في موضعه :«لكن ما قد سلف فمضى» - إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا».
وذكره الماوردي في تفسيره : ١/ ٣٧٥، وقال :«هذا قول بعض التابعين».
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره :(٨/ ١٣٣ - ١٣٥) عن ابن عباس، وقتادة، وعكرمة، وعطاء بن أبي رباح.
وذكره القرطبي في تفسيره : ٥/ ١٠٣ وقال عنه :«أصح، وتكون «ما» بمعنى «الذي» و«من». والدليل عليه أن الصحابة تلقت الآية على ذلك المعنى، ومنه استدلت على منع نكاح الأبناء حلائل الآباء...».
(٤) أخرج الطبري في تفسيره :(٨/ ١٤٩، ١٥٠) : عن عطاء بن أبي رباح قال :«كنا نحدّث، واللّه أعلم، أنها نزلت في محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، حين نكح امرأة زيد بن حارثة، قال المشركون في ذلك، فنزلت : وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ ونزلت : وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ، ونزلت : ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ.
ونقل ابن الجوزي في زاد المسير : ٢/ ٤٨ عن عطاء قال :«إنما ذكر الأصلاب، لأجل الأدعياء»
.
وانظر معاني القرآن للنحاس : ١/ ٥٥، وأحكام القرآن لابن العربي : ١/ ٣٧٩، والمحرر الوجيز : ٣/ ٥٥٥.


الصفحة التالية
Icon