ج ١، ص : ٢٦٧
وقيل «١» : على عكسه، أي : لا تحلّوا التقلّد به لأنه عادة جاهلية ولئلا يتشذّب «٢» شجر الحرم.
وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ : أي : لا تحلّوا قاصدين البيت «٣».
وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ : لا يكسبنكم «٤». شَنَآنُ قَوْمٍ : أهل مكة،

_
(١) أخرجه الطبري في تفسيره : ٩/ ٤٦٩ عن عطاء، ومطرّف بن الشخير.
وذكره البغوي في تفسيره : ٢/ ٧.
قال الطبري رحمه اللّه :«و الذي هو أولى بتأويل قوله : وَلَا الْقَلائِدَ - إذ كانت معطوفة على أول الكلام، ولم يكن في الكلام ما يدل على انقطاعها عن أوله، ولا أنه عني بها النهي عن التقلد أو اتخاذ القلائد من شي ء - أن يكون معناه : ولا تحلوا القلائد.
فإذا كان ذلك بتأويله أولى، فمعلوم أنه نهي من اللّه جل ذكره عن استحلال حرمة المقلّد، هديا كان ذلك أو إنسانا، دون حرمة القلادة. وإن اللّه عز ذكره، إنما دل بتحريمه حرمة القلادة، على ما ذكرنا من حرمة المقلّد، فاجتزأ بذكره «القلائد»
من ذكر «المقلد»، إذ كان مفهوما عند المخاطبين بذلك معنى ما أريد به».
(٢) في أساس البلاغة : ١/ ٤٨٣ :«شذب الشجرة. ونخل مشذّب، وطار عن النخل شذ به وهو ما قطع عنه».
وانظر اللسان : ١/ ٤٨٦ (شذب).
(٣) قال الفراء في معاني القرآن : ١/ ٢٩٩ :«نسخت هذه الآية الآية التي في التوبة فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ إلى آخر الآية».
وانظر تفسير الطبري : ٩/ ٤٧١، ومعاني القرآن للنحاس : ٢/ ٢٥٢، والمحرر الوجيز :
٤/ ٣٢٣.
(٤) هذا نص قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ١٣٩، ونقله النحاس في معاني القرآن :
٢/ ٢٥٣ عن أبي عبيدة. ولم أقف على هذا القول له في كتابه مجاز القرآن.
وإنما قال :«مجازه : ولا يحملنكم ولا يعدينكم».
ينظر مجاز القرآن : ١/ ١٤٧.
قال الزجاج في معاني القرآن : ٢/ ١٤٣ :«و المعنى واحد، وقال الأخفش : لا يجنفنكم بغض قوم. وهذه ألفاظ مختلفة والمعنى واحد».


الصفحة التالية
Icon