ج ١، ص : ٢٨١
وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ : عن طريق الجنة في الآخرة «١».
٨٢ قِسِّيسِينَ : عابدين، من الاتباع، يقال في اتباع الحديث : يقسّ، وفي أثر الطّريق يقصّ «٢»، جعلوا الأقوى لما فيه أثر مشاهد كالوصيلة في المماسّة الحسيّة، والوسيلة في القربة، والفسيل «٣» في نتاج النخيل «٤»، والفصيل في الإبل «٥».
٩٣ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا : لما حرّمت الخمر قالت الصحابة : كيف بمن مات من إخواننا «٦».
إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا : الاتقاء الأول : فعل الاتقاء، والثاني : دوامه، والثالث : اتقاء مظالم العباد بدليل/ ضم الإحسان إليه «٧». [٢٨/ أ]
_
(١) تفسير الطبري : ١٠/ ٤٨٧، وتفسير الفخر الرازي : ١٢/ ٦٧. [.....]
(٢) ليس هذا على الإطلاق، ولكنه في الغالب، فقد استعمل القرآن في اتباع الحديث (يقص) كما في قوله تعالى : إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ [سورة النمل : ٧٦]، وقوله تعالى : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ [سورة يوسف : آية : ٣]، واستعمله أيضا في تتبع الأثر كما في قوله تعالى : وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ [سورة القصص : آية : ١١].
ينظر المفردات للراغب :(٤٠٣، ٤٠٤)، واللسان : ٦/ ١٧٤ (قسس)، (٧/ ٧٤ (قصص).
(٣) ينظر كتاب النخل لأبي حاتم :(٥٤، ٥٥)، واللسان : ١١/ ٥١٩ (فسل).
(٤) اللسان : ١١/ ٥١٩ (فسل).
(٥) النهاية لابن الأثير : ٣/ ٤٥١، واللسان : ١١/ ٥٢٢ (فصل).
(٦) سنن الترمذي : ٥/ ٢٥٤، كتاب التفسير، باب «ومن سورة المائدة» عن البراء بن عازب رضي اللّه عنه.
ومعاني القرآن للنحاس : ٢/ ٣٥٧، وأسباب النزول للواحدي : ٢٤٢، وتفسير الماوردي :
١/ ٤٨٥، وزاد المسير : ٢/ ٤١٩.
(٧) ذكره الفخر الرازي في تفسيره : ١٢/ ٨٩.
وقال الطبري في تفسيره : ١٠/ ٥٧٧ :«الاتقاء الأول : هو الاتقاء بتلقي أمر اللّه بالقبول والتصديق، والدينونة به والعمل. والاتقاء الثاني : الاتقاء بالثبات على التصديق، وترك التبديل والتغيير. والاتقاء الثالث : هو الاتقاء بالإحسان، والتقرب بنوافل الأعمال». -
وتوجيه الطبري للحالة الثالثة أنسب لأن الديمومة على التقوى تستلزم الحالة الثالثة التي ذكرها المصنف وهي اتقاء الظلم، وليس ضم الإحسان دليلا على ذلك، فالإحسان أمر زائد على الفرائض والواجبات وترك المنهيات، ولذا كان توجيه الطبري أنسب حيث جعله في دائرة التقرب بنوافل الأعمال.
(١) تفسير الطبري : ١٠/ ٤٨٧، وتفسير الفخر الرازي : ١٢/ ٦٧. [.....]
(٢) ليس هذا على الإطلاق، ولكنه في الغالب، فقد استعمل القرآن في اتباع الحديث (يقص) كما في قوله تعالى : إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ [سورة النمل : ٧٦]، وقوله تعالى : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ [سورة يوسف : آية : ٣]، واستعمله أيضا في تتبع الأثر كما في قوله تعالى : وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ [سورة القصص : آية : ١١].
ينظر المفردات للراغب :(٤٠٣، ٤٠٤)، واللسان : ٦/ ١٧٤ (قسس)، (٧/ ٧٤ (قصص).
(٣) ينظر كتاب النخل لأبي حاتم :(٥٤، ٥٥)، واللسان : ١١/ ٥١٩ (فسل).
(٤) اللسان : ١١/ ٥١٩ (فسل).
(٥) النهاية لابن الأثير : ٣/ ٤٥١، واللسان : ١١/ ٥٢٢ (فصل).
(٦) سنن الترمذي : ٥/ ٢٥٤، كتاب التفسير، باب «ومن سورة المائدة» عن البراء بن عازب رضي اللّه عنه.
ومعاني القرآن للنحاس : ٢/ ٣٥٧، وأسباب النزول للواحدي : ٢٤٢، وتفسير الماوردي :
١/ ٤٨٥، وزاد المسير : ٢/ ٤١٩.
(٧) ذكره الفخر الرازي في تفسيره : ١٢/ ٨٩.
وقال الطبري في تفسيره : ١٠/ ٥٧٧ :«الاتقاء الأول : هو الاتقاء بتلقي أمر اللّه بالقبول والتصديق، والدينونة به والعمل. والاتقاء الثاني : الاتقاء بالثبات على التصديق، وترك التبديل والتغيير. والاتقاء الثالث : هو الاتقاء بالإحسان، والتقرب بنوافل الأعمال». -
وتوجيه الطبري للحالة الثالثة أنسب لأن الديمومة على التقوى تستلزم الحالة الثالثة التي ذكرها المصنف وهي اتقاء الظلم، وليس ضم الإحسان دليلا على ذلك، فالإحسان أمر زائد على الفرائض والواجبات وترك المنهيات، ولذا كان توجيه الطبري أنسب حيث جعله في دائرة التقرب بنوافل الأعمال.