ج ١، ص : ٣٢٠
حرج في صدرك.
ويكون فيه أيضا معنى «إذا» أي : إذا أنزل إليك لتنذر به فلا يحرج صدرك بل لتنذر على انشراح الصدر.
والحرج : الضيق «١»، وقيل : الشك، بلغة قريش «٢».
وَذِكْرى في موضع نصب على أُنْزِلَ أي : أنزل إنذارا وذكرى «٣». وعلى تقدير : وهو ذكرى رفع «٤». وعلى تقدير : لأن تنذر وذكرى جرّ «٥».
٤ وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ :«كم» في الخبر للتكثير «٦»، وفي الاستفهام لا يجب

_
(١) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ٢١٠، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٦٥، وتفسير الطبري : ١٢/ ٢٩٥، ومعاني القرآن للزجاج : ٢/ ٣١٥، والمفردات للراغب : ١١٢، ورجح الطبري هذا القول.
(٢) لغات القبائل الواردة في القرآن لأبي عبيد : ٩٨.
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره :(١٢/ ٢٩٥، ٢٩٦) عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والسدي.
وذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ١٦٥ وقال :«و أصل الحرج : الضيق، والشاك في الأمر يضيق صدرا لأنه لا يعلم حقيقته، فسمى الشّك حرجا».
وقال أبو حيان في البحر المحيط : ٤/ ٢٦٦ :«و فسّر «الحرج» هنا بالشّك، وهو تفسير قلق، وسمّي الشك حرجا لأنّ الشّاك ضيّق الصدر كما أن المتيقن منشرح الصدر، وإن صح هذا عن ابن عباس فيكون مما توجه فيه الخطاب إليه لفظا وهو لأمته معنى، أي : فلا يشكّوا أنّه من عند اللّه».
(٣) ذكره الزجاج في معاني القرآن : ٢/ ٣١٥ وقال :«أي ولتذكر به ذكري، لأن في الإنذار معنى التذكير».
(٤) أي أنها خبر لمبتدأ محذوف.
ينظر معاني القرآن للزجاج : ٢/ ٣١٦، وإعراب القرآن للنحاس : ٢/ ١١٤، والكشاف :
٢/ ٦٦، والبحر المحيط : ٤/ ٢٦٧.
(٥) قال الزجاج في معاني القرآن : ٢/ ٣١٦ :«فأما الجر فعلى معنى لتنذر، لأن معنى «لتنذر» :
لأن تنذره فهو في موضع جر، المعنى للإنذار والذكرى».
وانظر البحر المحيط : ٤/ ٢٦٧، والدر المصون : ٥/ ٢٤٤. [.....]
(٦) قال الطبري في تفسيره : ١٢/ ٢٩٩ :«و قيل : وَكَمْ لأن المراد بالكلام ما وصفت من - الخبر عن كثرة ما قد أصاب الأمم السالفة من المثلات، بتكذيبهم رسله وخلافهم عليه.
وكذلك تفعل العرب إذا أرادوا الخبر عن كثرة العدد...»
.


الصفحة التالية
Icon