ج ١، ص : ٣٢٤
أي : عليه، أو هو نصب على الظرف «١» لأن الطريق مبهم غير مختص.
١٧ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ : أضلنّهم من جميع جهاتهم، ولم يقل :«من فوقهم»، لأن رحمة اللّه تنزل منه «٢».
و«خلف» و«قدّام» أدخل فيها «من» لأن منها طلب النهاية.
مَذْؤُماً مَدْحُوراً : الذّام فوق الذم «٣»، والدّحر : الطرد على هوان «٤».
لَمَنْ تَبِعَكَ : لام الابتداء دخلت موطئة للام القسم في لَأَمْلَأَنَّ «٥».

_
(١) تفسير الطبري : ١٢/ ٣٣٧، وقال السمين الحلبي في الدر المصون : ٥/ ٢٦٧ :«و التقدير لأقعدن لهم في صراطك، وهذا أيضا ضعيف لأن صِراطَكَ ظرف مكان مختص، والظرف المكاني المختص لا يصل إليه الفعل بنفسه بل ب «في»، تقول : صليت في المسجد ونمت في السوق، ولا تقول صليت المسجد، إلا فيما استثنى في كتب النحو، وإن ورد غير ذلك كان شاذا كقولهم : رجع أدراجه، و«ذهبت» مع الشام خاصة أو ضرورة...» ا ه.
وأورد السمين الحلبي شواهد شعرية للدلالة على هذه الضرورة.
(٢) تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٤٨، وتفسير الطبري :(١٢/ ٣٤١، ٣٤٢).
(٣) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن : ١/ ٢١١ :«و هي من : ذأمت الرجل، وهي أشد مبالغة من ذممت ومن ذمت الرجل تذيم، وقالوا في المثل : لا تعدم الحسناء ذاما، أي : ذما، وهي لغات».
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٦٦، وتفسير الطبري : ١٢/ ٣٤٢، ومعاني القرآن للزجاج : ٢/ ٣٢٤، والمفردات للراغب : ١٨٠.
(٤) تفسير الطبري : ١٢/ ٣٤٣، ومعاني القرآن للنحاس : ٣/ ١٩، والمفردات للراغب : ١٦٥، والدر المصون : ٥/ ٢٧٢.
(٥) هذا قول الزجاج في معاني القرآن : ٢/ ٣٢٥، ونقله النحاس في إعراب القرآن : ٢/ ١١٧ عن الزجاج، ثم قال :«و قال غيره : لَمَنْ تَبِعَكَ هي لام التوكيد ل «أملأن» لام القسم، الدليل على هذا أنه يجوز في غير القرآن حذف اللام الأولى ولا يجوز حذف الثانية، وفي الكلام معنى الشرط والمجازاة، أي : من تبعك عذّبته، ولو قلت : من تبعك أعذبه لم يجز، إلا أن تريد لأعذبه».
وانظر التبيان للعكبري : ١/ ٥٥٩، وتفسير القرطبي : ٧/ ١٧٦، والدر المصون : ٥/ ٢٧٣.


الصفحة التالية
Icon