ج ١، ص : ٣٣٢
يدخلوا الجنة ولا النار، وهم يطمعون ويخافون. وعلى الأقاويل الأول يكون طمع يقين «١»، وحسن ذلك لعظم شأن المتوقع.
بِسِيماهُمْ بعلامتهم في نضرة الوجوه أو غبرتها، وهي «فعلى» من سام إبله : أرسلها في المرعى معلمة، أو من وسمت، نقلت الواو إلى موضع العين فيكون «عفلى» «٢».
٥١ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً :[اتخذوا أمر دينهم ] كأمر دنياهم، والدنيا لهو وباطل، أو معناه : جعلوا عادتهم اللهو «٣».
فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ : نتركهم من رحمتنا «٤»، أو نعاملهم معاملة المنسيين في النار لا يخرجون منها.
٥٣ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ : ينتظرون ما يؤول إليه أمرهم من البعث والحساب.
فَيَشْفَعُوا لَنا : نصب على جواب التمني

_
(١) قال السمين الحلبي في الدر المصون : ٥/ ٣٣٠ :«و الطمع هنا يحتمل أن يكون على بابه، وأن يكون بمعنى اليقين، قالوا : لقوله تعالى حكاية عن إبراهيم على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام :«و الذي أطمع أن يغفر». [.....]
(٢) ينظر تفسير الطبري : ١٢/ ٤٦٤.
(٣) تفسير الفخر الرازي : ١٤/ ٩٩.
(٤) أخرج الطبري في تفسيره : ١٢/ ٤٧٦ عن ابن عباس قال :«نتركهم من الرحمة، كما تركوا أن يعملوا للقاء يومهم هذا». وانظر هذا المعنى في معاني القرآن للزجاج : ٢/ ٣٤١، وتفسير الفخر الرازي : ١٤/ ٩٩، وتفسير القرطبي : ٧/ ٢١٦.


الصفحة التالية
Icon