ج ١، ص : ٣٥٧
٩ مُرْدِفِينَ : تابعين «١»، ردف وأردف، ومنصوبا «٢» أردف بعضهم بعضا، فكانوا زمرا زمرا.
١٠ وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى : أي : الإمداد بالملائكة ليبشروا بالنصر.
والملائكة لم يقاتلوا «٣» لأن ملكا واحدا يدمر على جميع المشركين.
وقيل «٤» : بل قاتلت حتى قال أبو جهل لابن مسعود : من أين كان يأتينا الضرب ولا نرى الشخص؟ قال : من قبل الملائكة فقال : فهم غلبونا لا أنتم.
١٢ فَوْقَ الْأَعْناقِ : أي : الرؤوس، أو على الأعناق.
كُلَّ بَنانٍ : كل مفصل، أبّن بالمكان : أقام به «٥»، فكل مفصل أقيم عليه عضو.

_
(١) معاني القرآن للفراء : ١/ ٤٠٤، وتفسير الطبري : ١٣/ ٤١٢، ومعاني القرآن للزجاج :
٢/ ٤٠٢. [.....]
(٢) وهي قراءة نافع كما في السبعة لابن مجاهد : ٣٠٤، والتبصرة لمكي : ٢١١.
قال مكي في الكشف : ١/ ٤٨٩ :«و حجة من فتح أنه بناه على ما لم يسمّ فاعله، لأن الناس الذين قاتلوا يوم بدر أردفوا بألف من الملائكة : أي : أنزلوا إليهم لمعونتهم على الكفار.
ف مُرْدِفِينَ بفتح الدال نعت ل «ألف»
، وقيل : هو حال من الضمير المنصوب في مُمِدُّكُمْ، أي : ممدكم في حال إردافكم لألف مِنَ الْمَلائِكَةِ.
وحجة من كسر الدال أنه بناه على ما سمى فاعله، فجعله صفة ل «ألف» أي : بألف من الملائكة مردفين لكم، يأتون لنصركم بعدكم...».
وانظر البحر المحيط :(٤/ ٤٦٥، ٤٦٦)، والدر المصون : ٥/ ٥٦٧.
(٣) ذكر ابن عطية هذا القول في المحرر الوجيز : ٦/ ٢٢٩ فقال :«و قيل : لم تقاتل يوم بدر وإنما وقفت وحضرت. وهذا ضعيف».
(٤) قال ابن عطية في المحرر الوجيز : ٦/ ٢٢٩ :«روى في الأشهر أن الملائكة قاتلت يوم بدر، واختلف في غيره...».
وقال القرطبي في تفسيره : ٤/ ١٩٢ :«و تظاهرت الروايات بأن الملائكة حضرت يوم بدر وقاتلت...».
(٥) ينظر معاني القرآن للزجاج : ٢/ ٤٠٥، وتفسير القرطبي : ٧/ ٣٧٩، والصحاح : ٥/ ٢٠٨٠، واللسان : ١٣/ ٥٩ (بنن).


الصفحة التالية
Icon