ج ١، ص : ٣٦٩
فيهم الفداء «١».
حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ : يكثر من القتل «٢».
ومتاع الدنيا : عرض «٣» لقلة بقائه ووشك فنائه.
٦٨ لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ : أنه لا يعذب إلا بعد مظاهرة البيان «٤»، أو أنه يحل لكم الغنائم «٥».
٧٠ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً : بصيرة «٦».
يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ : من الفداء. في العباس حين فدا نفسه وابني أخيه عقيلا «٧» ونوفلا «٨».
قال العباس «٩» : فآتاني اللّه خيرا منه، مالا كثيرا، منها عشرون عبدا

_
(١) ينظر سبب نزول هذه الآية في صحيح مسلم : ٣/ ١٣٨٥، كتاب الجهاد، باب «الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم» حديث رقم (١٧٦٣)، وتفسير الطبري : ١٤/ ٦٣، وأسباب النزول للواحدي :(٢٧٣ - ٢٧٦)، وتفسير ابن كثير : ١٤/ ٣٢.
(٢) تفسير الطبري : ١٤/ ٥٩.
قال الزجاج في معانيه : ٢/ ٤٢٥ :«معناه حتى يبالغ في قتل أعدائه، ويجوز أن يكون حتى يتمكن في الأرض. والأثخان في كل شيء قوة الشيء وشدته. يقال : قد أثخنته».
وانظر معاني النحاس : ٣/ ١٧٠، والكشاف : ٢/ ١٦٨، واللسان : ١٣/ ٧٧ (ثخن).
(٣) من قوله تعالى : تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [آية : ٦٧].
(٤) لم أقف على هذا القول، وأورد السيوطي في الدر المنثور : ٤/ ١١٠ أثرا عزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن مجاهد في قوله تعالى : لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ قال :«في أنه لا يعذب أحدا حتى يبين له ويتقدم إليه».
وانظر نحو هذا القول في الكشاف : ٢/ ١٦٩، والمحرر الوجيز : ٦/ ٣٨٢، وتفسير الفخر الرازي : ١٥/ ٢٠٩.
(٥) أخرجه الطبري في تفسيره :(١٤/ ٦٤ - ٦٦) عن أبي هريرة، وابن عباس، والحسن.
وانظر معاني النحاس : ٣/ ١٧٠، وتفسير الماوردي : ٢/ ١١٣، وزاد المسير : ٣/ ٣٨١.
(٦) في كتاب وضح البرهان للمؤلف : ١/ ٣٨٩ :«بصيرة وإنابة».
(٧) هو عقيل بن أبي طالب رضي اللّه عنه.
(٨) هو نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.
(٩) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٤/ ٧٣، والحاكم في المستدرك : ٣/ ٣٢٤، كتاب معرفة - الصحابة، «ذكر إسلام العباس رضي اللّه عنه» عن عائشة رضي اللّه عنها.
وقال :«هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي.
وانظر أسباب النزول للواحدي :(٢٧٦، ٢٧٧)، والدر المنثور :(٤/ ١١١ - ١١٢).


الصفحة التالية
Icon