ج ١، ص : ٣٧٤
١٤ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ : هم خزاعة «١».
١٥ وَيَتُوبُ : رفع، لخروجه عن موجب القتال.
١٦ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ : لما يفعل، نفي الفعل مع تقريب وقوعه، و«لم» نفي بغير إيذان بوقوعه، ومعناه : لم يعلم علما يجازي عليه وهو العلم بما يظهر منهم وإنما جاء على النفي لأنه أبلغ، والتقدير : ولما يجاهدوا ولم يتخذوا «وليجة» يعلم اللّه ذلك منهم فجاء نفي العلم على معنى نفي المعلوم، لأنّه مهما كان شيء علمه اللّه «٢».
وَلِيجَةً خلطاء يناجونهم. وقيل «٣» : البطانة الذي يلج في باطن أمر الرجل، وفيه دليل على تحريم مخالطة الفاسق.
١٧ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ : أي : فيما يقولون دليل عليهم.
٢٥ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ : واد بين مكة والطائف «٤».
إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ : كانوا اثني عشر ألفا، فقالوا : لن نغلب اليوم
(١) قال السهيلي في التعريف والإعلام : ٦٩ :«قال أهل التأويل : هم خزاعة شفوا صدورهم من بني بكر يوم الفتح».
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره :(١٤/ ١٦٠، ١٦١) عن مجاهد والسدي.
ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٣/ ٤٠٦ عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٤/ ١٣٨، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم، وابن المنذر، وأبي الشيخ عن عكرمة.
وقال ابن كثير في تفسيره : ٤/ ٦٠ :«و هذا عام في المؤمنين كلهم».
(٢) ينظر معاني القرآن للزجاج : ٢/ ٤٣٧، ومعاني النحاس : ٣/ ١٩٠، وتفسير الفخر الرازي :
(١٦/ ٦، ٧)، وقال ابن عطية في المحرر الوجيز : ٦/ ٤٣٣ :«و المراد بقوله : وَلَمَّا يَعْلَمِ لما يعلم ذلك موجودا كما علمه أزلا بشرط الوجود، ولما يظهر فعلكم واكتسابكم الذي يقع عليه الثواب والعقاب، ففي العبارة تجوز، وإلا فحتم أنه قد علم اللّه في الأزل الذين وصفهم بهذه الصفة مشروطا وجودهم، وليس يحدث له علم تبارك وتعالى عن ذلك».
(٣) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ١٨٣ :«البطانة من غير المسلمين، وأصله من الولوج، وهو أن يتخذ الرجل من المسلمين دخيلا من المشركين وخليطا وودا».
(٤) ينظر معجم ما استعجم : ٢/ ٤٧١، ومعجم البلدان : ٢/ ٣١٣، والروض المعطار : ٢٠٢.